إعادة تدوير الزيوت المستهلكة من البيوت
لا شك أن الملايين من ربات البيوت لم يصلها ما يكفي من معلومات حول إعادة تدوير زيت الطعام، أو على الأقل لم يتوافر لها كيفية التعامل مع هذا الأمر، وإلا ما كانت أهدرت أموالا لا يستهان بها كان من الممكن أن تدعم ميزانية الأسرة، وحتى يحدث هذا الأمر فإنه يتطلب تحقيق خطوتين هامتين:
الخطوة الأولى تكون بتوفير التوعية اللازمة لربات البيوت بمخاطر التخلص من الزيوت المستهلكة في القمامة، ومخاطر ذلك على البيئة والصحة العامة من جهة، ومقدار الأموال التي ممكن الحصول عليها حال شاركت في الأنشطة التي تدعم تجميع الزيوت المستهلكة من المنازل.
أما الخطوة الثانية فهي إعداد الوسائل المناسبة التي يمكن من خلالها تجميع الزيوت المستهلكة من ربات البيوت بطريقة سلسة وبأدوات بسيطة يمكن الحصول عليها.
ومن الطبيعي أن الخطوة الثانية لن تتحقق إلا بعد انتشار الوعي الكافي بحيث يكون عدد المشاركات في هذه الأنشطة كاف للوصول إلى كميات اقتصادية يمكن أن يقوم عليها مشروع التدوير.
ومن أجل ذلك انتشرت في عدد من الدول العربية منها مصر والسعودية والإمارات وعمان عدد من المبادرات في هذا المجال حيث تقوم المؤسسات التي تعنى بهذا الشأن بالجمع بين الخطوتين، خطوة التوعية الجماهيرية وخطوة تجميع الزيوت المستخدمة من البيوت، حيث تم إنتاج عبوات بلاستيكية فارغة سعة 5 لتر مع قمع مناسب، وتم توزيعها على المنازل المشاركة في المبادرة، وأيضا على طلبة المنازل، مع تحديد موعد أسبوعي يتم فيه المرور على المنازل المشاركة واستلام الزيوت المجمعة منها.
أهمية إعادة تدوير زيت الطعام في إنتاج الوقود الحيوي (البيوديزل)
إلى جانب الصناعات العديدة التي تنتج من إعادة تدوير زيت الطعام مثل سائل التنظيف والجلسرين، يعد استخدام مستهلك زيت الطعام مصدرا رئيسيا للوقود الحيوي (البيوديزل)، وترجع أهمية هذا الأمر إلى الاحتياج الكبير لتوفير الطاقة، وأن توفير الطاقة في الوقت الحالي يعتبر تحديا كبيرا يواجه العالم كله، خصوصا وقد أصبح زيت البترول المصدر الرئيسي للطاقة في العالم على وشك النفاذ، كما أن الاحتياج إلى الطاقة النظيفة يعد تحديا آخر، وبذلك يعتبر توفير الطاقة وبكميات كبيرة متوقعة من الوقود الحيوي مكسب كبير خصوصا لو عرفنا أن ناتج احتراق هذا الوقود هو الماء، بما يعني خلوه تماما من أي أضرار بيئية محتملة.