إعادة تدوير النفايات البلاستيكية لا تتجاوز 9 بالمئة.. الأرقام تفضح الواقع
يتم النظر إلى إعادة تدوير النفايات البلاستيكية على أنها بمثابة ضوء في نفق ظلم لإنقاذ العالم من كارثة تلوح في الأفق.
إعادة تدوير النفايات البلاستيكية
ورغم التقنيات الحديثة واللوائح التنظيمية الجديدة ما تزال مستويات إعادة تدوير البلاستيك منخفضة ولا يقتصر ذلك على وجود أنواع غير قابلة للتدوير فحسب بل يشمل ذلك مشكلات تتعلق بالبنية التحتية والتكاليف.
وفي هذا السياق كشف تقرير حديث صادر عن فيجوال كابيتاليست أن معدل تدوير النفايات البلاستيكية عالمياً في عام 2023 لا يتجاوز حاجز 9 بالمئة أمّا البقية فمصيرها بين مكبّات النفايات والحرق وغيرها.
وفي الوقت نفسه تشير التقديرات إلى أن حجم النفايات البلاستيكية المتراكمة في مكبّات النفايات سيصل إلى 12 مليار طن بحلول عام 2050 إذا استمر الوضع على المنوال نفسه دون حلول جذرية.
ماذا يحدث للنفايات البلاستيكية؟
وعلى الرغم من الوعي المتزايد بأزمة النفايات البلاستيكية فإن الحقيقة القاتمة تكمن في أن 91 بالمئة من النفايات لا يُعاد تدويرها وثمة طرق عدّة للتخلص منها بحسب التقرير.
ويمثّل حرق المخلّفات البلاستيكية نحو 19 بالمئة إلى جانب 22 بالمئة من النفايات لا تدار بطريقة مناسبة وينتهي الحال بتلويث البيئة أمّا النسبة الكبرى 49 بالمئة فتُلقى في مكبّات النفايات.
ويرجع انخفاض إعادة تدوير النفايات البلاستيكية إلى العديد من العوامل أهمها:
• بعض أنواع البلاستيك لا يمكن معالجتها.
• الافتقار إلى البنية التحتية الكافية.
• نقص الوعي العام وعدم وجود تمويل كافٍ.
• إعادة تدوير النفايات البلاستيكية عملية مكلفة مقارنةً بإنتاج بلاستيك جديد.
• جمع المواد والمعالجة والنقل تتطلب وقتًا وجهدًا كبيرًا، ما يزيد من التكلفة.
• خيارات إعادة التدوير محدودة، ما يجعل التخلص من البلاستيك أسهل وأرخص من إعادة معالجته.
أزمة النفايات البلاستيكية
ورغم الحديث المستمر عن أهمية إعادة تدوير النفايات البلاستيكية فإن الواقع يظل صعباً.
ففي الولايات المتحدة على سبيل المثال لم تتجاوز نسبة إعادة تدوير البلاستيك 8.7 بالمئة في عام 2018 وتراجعت هذه النسبة إلى 5 بالمئة في عام 2021.
وفي المملكة المتحدة تصل نسبة حرق النفايات البلاستيكية إلى 58 بالمئة مع تصدير 14 بالمئة إلى دول أخرى ودفن 11 بالمئة في مكبّات النفايات في حين تعيد تدوير 17 بالمئة من هذه النفايات.
وأصبحت هذه المعضلة أكثر تعقيداً منذ 2018 عندما أغلقت الصين أبوابها أمام نفايات البلاستيك القادمة من الغرب بعد أن كانت تستقبل نحو 106 ملايين طن من النفايات البلاستيكية منذ 1992.
وحالياً تجد الدول المصدّرة نفسها في مأزق إذ لديها طرق محدودة للتعامل مع مخلّفاتها وتعاني الأنظمة المحلية من غياب الحلول المناسبة.
وأضحت القضية محطّ اهتمام متزايد في الولايات المتحدة خاصةً بعد الدعوى القضائية التي رفعتها ولاية كاليفورنيا ضد إكسون موبيل متهمةً إيّاها بالترويج الزائف لقابلية إعادة تدوير البلاستيك.
تفاوت معدلات إعادة تدوير النفايات البلاستيكية
هذا وتكشف التقارير أن كوريا الجنوبية من أكبر الدول في إعادة تدوير النفايات البلاستيكية حيث تُعيد تدوير 34 بالمئة في المتوسط.
في المقابل أعادت الصين تدوير أكثر من 31 بالمئة من البلاستيك عام 2021 وفق ما تم رصده.
بينما تتفوق بعض الدول الأوروبية في معدلات التدوير فأيرلندا على سبيل المثال تعيد تدوير قرابة 21 كيلوغراماً من البلاستيك لكل فرد سنوياً بينما في ألمانيا تعيد تدوير نحو 20 كيلوغراماً لكل فرد سنوياً.
وثمة خطوات حاسمة لمواجهة أزمة النفايات البلاستيكية أهمها:
• حظر البلاستيك أحادي الاستعمال وغير قابل للتدوير.
• إطلاق معاهد عالمية للبلاستيك.
• إلغاء دعم الوقود الأحفوري.
• فرض قوانين تُلزم الشركات الكبرى بمعالجة نفايات البلاستيك.
• تغيير السلوك الاستهلاكي.