الإمارات واستثماراتها في الطاقة المتجددة
تصدرت الإمارات واستثماراتها في الطاقة المتجددة والنظيفة وحلت في مرتبة متقدمة ضمن أكبر دول العالم استثماراً في مشاريع الطاقة النظيفة لتعزيز الاستدامة والمحافظة على الموارد الطبيعية لمصلحة الأجيال المقبلة.
الإمارات واستثماراتها في الطاقة المتجددة
ورسخت الإمارات مكانتها الرائدة في قطاع الطاقة المتجددة عبر نشر التقنيات النظيفة وحلول الطاقة المتجددة على أوسع نطاق وتعزيز الجهود العالمية في مجال العمل المناخي والمضي قدماً في تنفيذ مبادرة الإمارات الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول العام 2050.
مؤتمر كوب 28 خطوة نوعية ترسخ صدارة الإمارات في القطاع
وسيشكل مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “COP28” الذي تستضيفه دولة الإمارات خلال الفترة من 30 تشرين الثاني إلى 12 كانون الأول المقبل في مدينة إكسبو دبي خطوة نوعية في مستقبل الطاقة النظيفة والمتجددة.
كما أنه سيسلط الضوء على مشاريع واستثمارات الإمارات في القطاع على الصعيدين المحلي والعالمي بتأسيس مشروعات حيوية ومستدامة يتم فيها تبني حلول الطاقة النظيفة.
الإمارات واستثماراتها في الطاقة المتجددة
وتقود الإمارات الجهود العالمية في قطاع الطاقة النظيفة والمتجددة من خلال استراتيجياتها واستثماراتها في هذا المجال حيث أطلقت في العام 2017 استراتيجية الإمارات للطاقة 2050.
وتهدف لزيادة حصة الطاقة النظيفة ضمن إجمالي مزيج الطاقة من 25 في المائة إلى 50 في المائة بحلول عام 2050 والحدّ من البصمة الكربونية لتوليد الطاقة بنسبة 70 في المائة وزيادة كفاءة استهلاك الأفراد والشركات للطاقة بنسبة 40 في المائة.
كما تستهدف أيضاً الوصول إلى مزيج طاقة يجمع بين مصادر الطاقة المتجددة والنووية والنظيفة لتلبية المتطلبات الاقتصادية في الإمارات إضافة لاستثمار 600 مليار درهم بحلول عام 2050 لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة ودفع النمو المستدام للاقتصاد.
الحياد المناخي
في عام 2021 أعلنت الإمارات عن المبادرة الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050 لتصبح بذلك أول دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تطلق هذه المبادرة الاستراتيجية.
حيث تبنت الإمارات منذ انضمامها لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ في 1995 مجموعة من التشريعات وطبقت العديد من الإجراءات الهادفة إلى خفض الانبعاثات وتقديم الحلول المستدامة في جميع القطاعات الحيوية بما فيها الطاقة والصناعة والزراعة.
كما أنه يتوائم مع أهداف اتفاق باريس للمناخ لتحفيز الدول على إعداد واعتماد استراتيجيات طويلة المدى لخفض انبعاث غازات الدفيئة والحد من ارتفاع درجات حرارة الأرض دون الدرجة والنصف الدرجة مئوية إلى درجتين مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية.
تعزيز التعاون
وتواصل الإمارات جهودها الرائدة عالمياً بالتعاون مع شركائها حول العالم في تعزيز أمن الطاقة ونشر تطبيقات التكنولوجيا النظيفة حيث اتفقت مع وكوريا الجنوبية على إقامة شراكة استراتيجية شاملة للطاقة لعزيز التعاون في قطاعات الطاقة الرئيسية من نفط وغاز، والتخزين الاستراتيجي والطاقة المتجددة والهيدروجين ومشتقات الهيدروجين.
كما وقعت الإمارات مع فرنسا في تموز 2022 اتفاقية شراكة استراتيجية شاملة في مجال الطاقة تركز على تعزيز أمن الطاقة وتوفيرها بتكاليف مقبولة والحد من الانبعاثات ودفع العمل المناخي الفاعل.
وفي تشرين الثاني 2022 تم إطلاق الشراكة الاستراتيجية بين دولة الإمارات والولايات المتحدة لاستثمار 100 مليار دولار لتنفيذ مشروعات للطاقة النظيفة تبلغ طاقتها الإنتاجية 100 جيجاواط في أنحاء العالم بحلول عام 2035 ونشر استثمارات الطاقة النظيفة في كل من الاقتصادات المتقدمة والنامية.
سجل حافل في تنفيذ مشاريع الطاقة النظيفة
ودعمت الإمارات تنفيذ العديد من مشاريع البنية التحتية والطاقة النظيفة عالمياً حيث استثمرت في مشاريع للطاقة المتجددة في 70 دولة بقيمة إجمالية تقارب 16.8 مليار دولار.
كما يساهم صندوق أبو ظبي للتنمية في دعم جهود الإمارات الهادفة إلى تعزيز انتشار مشاريع الطاقة المتجددة في الدول النامية حيث ساهمت جهوده في تمويل أكثر من 75 مشروعاً استراتيجياً وتعزيز الجهود الدولية لمواجهة تحديات المناخ والعمل على خفض الانبعاثات الكربونية الضارة بالبيئة.
ويحرص صندوق أبو ظبي للتنمية على عقد شراكات مستدامة لذا فإنه عمل وبالتعاون مع شركائه الاستراتيجيين من المنظمات العالمية والمؤسسات الوطنية إلى تعزيز الجهود المشتركة لتسريع وتيرة العمل المناخي تم إطلاق منصة مسرعات التحول للطاقة المتجددة.
مشاريع صديقة للبيئة
وتمتلك الإمارات اليوم القدرة على إنتاج الطاقة الشمسية الأقل تكلفة في العالم وهي أول دولة في المنطقة تستخدم الطاقة النووية لتوليد الكهرباء كما تركز على زيادة استثماراتها في مصادر الطاقة المتجددة المبتكرة من خلال بناء أول مشروع للهيدروجين الأخضر على نطاق صناعي في المنطقة.
إلى جانب التوسع في إنتاج الهيدروجين الأزرق لدعم جهود خلق مزيج متنوع من مصادر الطاقة حيث يبلغ عدد مشاريع الطاقة الكبرى الصديقة للبيئة في الإمارات المنجزة والجاري إنشاؤها 11 مشروعاً بقيمة 159 مليار درهم وذلك بنهاية العام 2022.
ووصل حجم إنتاج الإمارات من الطاقة النظيفة والصديقة للبيئة خلال العام 2021 إلى 7035.75 ميجاوات والذي يعكس جهود الدولة في مجال الطاقة النظيفة.
وتمتلك إمارة ابوظبي العديد من مشاريع إنتاج الطاقة النظيفة والمتجددة والتي تعد مشاريع عالمية رائدة حيث تُشكل الاستثمارات في الطاقة النظيفة والمتجددة أكثر من ثلثي إجمالي الاستثمارات في القطاع.
أسرع شركات الطاقة المتجددة نمواً في العالم
وتعد شركة أبو ظبي لطاقة المستقبل “مصدر” اليوم واحدة من أسرع شركات الطاقة المتجددة نمواً في العالم حيث تنشط حالياً في أكثر من 40 دولة موزعة في ست قارات وتستثمر في مشاريع حول العالم تتجاوز قيمتها الإجمالية 30 مليار دولار.
وقد وسعت الشركة محفظة مشاريعها للطاقة النظيفة لتبلغ قدرتها الإنتاجية الإجمالية أكثر من 20 جيجاواط وتساهم في الحد من انبعاث أكثر من 30 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً.
وشهد العام الماضي تدشين الشركة لعدد من مشاريع الطاقة المتجددة وتوقيع اتفاقيات لتطوير مشاريع مستقبلية في العديد من الدول مثل مصر وتركمانستان والأردن وأذربيجان وكازاخستان وإندونيسيا وسيشل وقيرغستان وغيرها.
وتستهدف شركة “مصدر” مجموعة مشاريع تتجاوز قدرتها الإنتاجية الإجمالية 100 جيجاواط وإنتاج مليون طن من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030.
استراتيجية طموحة
وفي كانون الثاني الماضي أعلنت شركة بترول أبو ظبي الوطنية «أدنوك» عن استراتيجية جديدة طموحة لدفع التقدم في جهود الحد من انبعاثات عملياتها على مستوى العالم وخصصت 55 مليار درهم لتطوير مجموعة مشروعات بحلول عام 2030.
منها تنفيذ استثمارات في الطاقة الكهربائية النظيفة والتقاط الكربون وتخزينه وزيادة الاعتماد على الكهرباء لتشغيل عملياتها وتحسين كفاءة الطاقة وتطوير تدابير جديدة تُعزز من جهود الشركة في مجال الحد من عمليات حرق الغاز.
مشاركة القطاع الخاص
وتُعد دبي من المدن الرائدة في تطوير قطاع الطاقة المتجددة والنظيفة والسبّاقة في ابتكار طرق وأساليب حديثة لتعزيز كفاءة قطاع الطاقة وترشيد استهلاك الموارد الطبيعية وإيجاد حلول بديلة عن الطاقة التقليدية بما يدعم التنمية المستدامة في الإمارة.
فهي توفر إطاراً تنظيمياً واضحاً لتشجيع القطاع الخاص والمستثمرين والمطورين العالميين على المشاركة في مشاريع الطاقة النظيفة والمتجددة بنظام المنتج المستقل.
ويُعتبر مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية الذي تنفذه هيئة كهرباء ومياه دبي أكبر مشروع لإنتاج الطاقة الشمسية في موقع واحد في العالم وفق نظام المنتج المستقل وستبلغ قدرته الإنتاجية 5,000 ميجاوات بحلول عام 2030 باستثمارات إجمالية تصل إلى 50 مليار درهم.
وعند اكتماله سيسهم في تخفيض أكثر من 6.5 ملايين طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً وتبلغ قدرة مشروعات الطاقة الشمسية التي تم تشغيلها في المجمع 1,627 ميجاوات بتقنية الألواح الشمسية الكهروضوئية.
اقرأ أيضاً… ألواح شمسية قابلة