العلاقة بين الذهب والنفط
النفط، والمعروف باسم “النفط الخام”، هو سائل أسود ذو كثافة عالية يتكون أساسًا من الهيدروجين والكربون، ويحتوي أيضًا على نظائر للكبريت والنيتروجين والأكسجين، وقد تكونت رواسب النفط الموجودة اليوم منذ ملايين السنين عندما غرقت الكائنات البحرية الميتة في قاع المحيط ودُفنت تحت رواسب الصخور الرسوبية، وبعد تعرضها للحرارة والضغط الشديدين، خضعت هذه الكائنات لظروف أدت إلى تحولها إلى نفط على مدى ملايين السنين.
وهذه العملية شبيهة بعملية تكوين الغاز الطبيعي إلا أن النفط يتكون ضمن نطاق محدود من درجات الحرارة بينما يتكون الغاز الطبيعي في نطاق أوسع، ويطلق على المجموعة المحدودة من درجات الحرارة التي يتكون عندها الزيت بنافذة النفط.
أما الذهب فهو عنصر يوجد ضمن المعادن الانتقالية في عمود الجدول الدوري مثل الفضة والنحاس، والذهب في الواقع واحد من أول المعادن المعروفة للإنسان والتي يعود أصلها إلى 3400 قبل الميلاد، وقد اكتشفت من قبل المصريين، إذ كان طوال تلك الفترة رمزًا للثروة والجمال، كما قد جمعه المصريون بكميات كبيرة لتغطية نعش فرعون، ويتميز الذهب بأنه لامع وبراق وذو قيمة عالية.
العلاقة بين الذهب والنفط
علاقة الذهب بالنفط شبيهة بعلاقته بالدولار، إذ تزداد قيمته عندما يكون النفط تحت ضغط من هبوط الأسعار والعكس بالعكس، فعلى سبيل المثال، في ديسمبر 2017، انخفضت قيمة الذهب بسبب ارتفاع الدولار وارتفاع الطلب على استثمارات العملة المشفرة، وفي الشهر نفسه ارتفعت أسعار النفط إلى أكثر من 60 دولارًا للبرميل، وفي العادة تكون الاستثمارات النفطية على صورة أسهم ورقية، وذلك لأن الكثير من المستثمرين لا يخزنون النفط كسلعة، وهذا هو السبب في انخفاض أسعار النفط عندما يزيد استثمار الذهب.
العلاقة بين الذهب والدولار هي علاقة عكسية مطلقة، أما الذهب والنفط فلهما متغير آخر يؤثر على كلتا السلعتين، وفي بعض الأحيان يكافح الذهب لكسب أي قوة على الرغم من انخفاض النفط، والسبب في ذلك هو التضخم، ومن أجل أن يصبح الذهب السلعة المتداولة يجب أن يتفوق على الأصول المحافظة الأخرى مثل السندات.
وفي حال لم يتمكن من ذلك، فلن يكون الارتباط بين الذهب والنفط قويًا عندما ينخفض الدولار، وعند القول بأن ذروة النفط تعني أيضًا ذروة الذهب، فهذا يعني أن معدل إنتاج البترول سوف يدخل في انخفاض نهائي بمجرد الوصول إلى الحد الأقصى لمعدل الاستخراج، وفي حال حدوث ذلك، فإن قيمة مخزونات النفط والاستثمارات الورقية الأخرى ستنخفض، وذلك لأن تطور الاقتصاد يعتمد بقوة على قطاع الطاقة.
في حال وصول النفط إلى الذروة فسيكون له تأثير كبير على الاقتصاد العالمي، ويشمل ذلك قطاع تعدين الذهب في الهند، إذ إن لديها صناعة تعدين صغيرة نسبيًا، ومن المحتمل أن تؤدي ذروة النفط إلى محو القطاع بأكمله، ومن الجدير بالذكر أن شركات التعدين وخبراء المعادن الثمينة اتفقوا على أن معظم الذهب الذي يمكن استخراجه بسهولة قد عُدّن بالفعل، وأن الوصول إلى الرواسب التي لا تزال مخفية سيتطلب آلة ذات مستوى أعلى من التكنولوجيا، وستحتاج منشآت البحث والتطوير إلى النفط لإنتاج هذه التكنولوجيا، وفي حال إنتاج هذه التكنولوجيا بنجاح ستحتاج كذلك إلى التشغيل من خلال النفط، ولذلك فإن أي ذهب جديد سيعثر عليه لن يقلل من سعر النفط بل سيزيد من الطلب عليه.
الآثار الاقتصادية لهبوط أسعار النفط
يمكن أن يكون الانخفاض المعتدل في أسعار النفط بمثابة عائد لكل من الاقتصادات المتقدمة والنامية التي تستهلك النفط، ومع ذلك، توجد مخاوف من أن هذا الانخفاض الخاص في أسعار النفط قد يصبح بالفعل ضارًا حتى بالنسبة إلى مستوردي النفط، والمشكلة هي أن هذا الانخفاض في أسعار النفط بصورة خاصة يسبب صعوبات اقتصادية وهبوط كبير في الأسعار لدرجة أن شركات النفط من الممكن أن تتوقف عن العمل.
ومع إفلاس شركات النفط وتقليص الاستثمار، سيقود ذلك إلى تأثير سلبي على النظام المالي العالمي، فالبنوك التي أقرضت أموالًا من أجل الاستثمار في النفط معرضة لخطر فقدان المال، وهذا يؤدي إلى تهديد محتمل للائتمان العالمي، وحتى دول أوبك مثل المملكة العربية السعودية ستشعر بالأزمة، ففي حال اضطرار دول مثل المملكة العربية السعودية إلى مواصلة التقشف، سيؤدي ذلك إلى تقليل التدفق في رأس المال العالمي.
ويكمن الخطر في أنه في ظل وجود الكثير من الاقتصادات المنتجة للنفط، فقد تكون هذه نقطة تحوّل تؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، ومن الجدير بالذكر أن الانخفاض البسيط في أسعار النفط لن يكون له تأثير كبير على الدول النفطية، ولكن في حال كان الانخفاض في أسعار النفط شديدًا، فذلك سيؤدي إلى تضرر منتجي النفط بسببب الهبوط في أسعار النفط.
العوامل التي تؤثر على سعر الذهب
فيما يأتي بعض العوامل المهمة التي تؤثر على سعر الذهب:
استهلاك الطلب:
يتشابك الطلب على الذهب مع الثقافة والتقاليد والرغبة في الحصول على الجمال والرغبة في الحماية المالية، وبحسب دراسة أجراها مجلس الذهب العالمي بتكليف من مجلس الذهب العالمي واتحاد غرف التجارة والصناعة الهندية (FICCI)، ينظر المستهلكون الهنود إلى الذهب كاستثمار وتزيين، وعند سؤالهم عن سبب شراء الذهب، أشار حوالي 77 في المائة من المجيبين إلى سلامة الاستثمار كعامل، بينما أشار ما يزيد قليلًا عن النصف إلى الزينة كسبب منطقي وراء شراء الذهب.
الحماية ضد التقلب:
يريد الناس الاستثمار أو شراء الذهب لحماية أنفسهم من التقلبات، ومن خلال التأكيد على أهمية الذهب لاستخدامه في الأوقات السيئة، فإن معظم المستثمرين يشترون الذهب سواء كان الاقتصاد المحلي ينمو أو في حالة ركود.
الذهب والتضخم:
عندما يرتفع التضخم، تنخفض قيمة العملة، وبالتالي يميل الناس إلى الاحتفاظ بالمال في شكل ذهب، ولذلك، في الأوقات التي يظل فيها التضخم مرتفعًا على مدى فترة أطول، يصبح الذهب أداة للحماية من ظروف التضخم، وهذا يقود إلى ارتفاع أسعار الذهب خلال فترة التضخم.
الذهب وأسعار الفائدة:
وفقًا لبعض خبراء الصناعة، في ظل الظروف العادية توجد علاقة عكسية بين الذهب وأسعار الفائدة، فارتفاع الفائدة يدل على توقع اقتصاد قوي، والاقتصاد القوي يؤدي إلى التضخم، ولذلك يستخدم الذهب كغطاء ضد التضخم، وكذلك عندما ترتفع الأسعار، يتدفق المستثمرون على الاستثمارات ذات الدخل الثابت التي تحقق عائدًا ثابتًا على عكس الذهب الذي لا يحمل أي عائد من هذا القبيل، ولذلك، يأخذ الطلب مقعدًا خلفيًا مع بقاء الأسعار ثابتة.