الفرق بين الصخور والمعادن

إنَّ دراسة الجيولوجية والتي تعني دراسة علم الأرض من أهم العلوم الطبيعية والتي تعنى بدراسة الأرض وكل ما يختص في الأرض ومركباتها وظواهرها وتفسيرها، ولعلم الجيولوجيا أقسام عدة، منها: الجيولوجيا الفيزيائية، والتي تعالج الظواهر الطبيعية في الأرض وتفسرها، وعلم المعادن الذي يختص بدراسة المعادن وتركيبتها الكيميائية وكيفية التعرف عليها بناءً على خصائصها، وأخيرًا علم الصخور بما فيها الصخور الرسوبية والنارية والمتحولة، وغيرها من الأقسام الأخرى، وفي هذا المقال سنتحدث عن الفرق بين الصخور والمعادن.

الفرق بين الصخور والمعادن

– الصخر عبارة عن مادة صلبة مكونة من مجموعة من المعادن توجد مع بعضها البعض كخليط يحتفظ فيه كل معدن بخصائصه، وعامّةً معظم الصخور تتكون من مجموعة من المعادن إلا أنَّ هناك بعض الأنواع من الصخور تحتوي على نوع واحد من المعادن، مثل: الحجر الجيري والذي يتكون من معدن واحد وهو معدن الكالسيت، وتعتبر الصخور الأساس في تركيبة القشرة الأرضية؛ فهي الوحدة الأساس في بناء الأرض، أما عن المعادن فهي الوحدة الأساس في تركيبة الصخر نفسه، بحيث تختلف أنواع الصخور باختلاف المعدن أو مجموعة المعادن المكونة له.

– المعدن عبارة عن مادة صلبة متجانسة غير عضوية تكونت بفعل عوامل الطبيعة ذات تركيب كيميائي مميز وترتيب ذري محدود وثابت مما ينعكس على خصائص وصفات طبيعة المعدن، ومن هذه الخصائص هو اللون والبريق والشفافية والصلابة والتماسك والرائحة والملمس بالإضافة إلى الكثافة النوعية وذوبانه في الماء، أما عن تركيبة المعادن؛ فهي تتكون من عناصر فبعض المعادن مكونة من عنصر واحد فقط، مثل: الذهب والكبريت، ولكن معظم المعادن تتكون من عنصرين أو أكثر يتحدّان لتكوين مركب ثابت.

– تقسم الصخور حسب نشأتها إلى ثلاث أقسام رئيسية، وهي: الصّخور الناريّة والتي تشكلت من الحمم البركانية وهذه الصخور تحتاج إلى آلاف السنين حتى تبرد وتتصلب، والصخور الرسوبيّة وهذا النوع من الصخور بتميز عن الصخور الناريّة بأنها تنشأ فوق سطح الغلاف الصخري نتيجة لتأثير عوامل الحت والتعرية وغالبًا بوجود الكائنات الحية، فمثلًا نتيجة لحركة الرياح ونقلها للرمال وترسيبها في طبقات ويتخللها أيضًا موت بعض الكائنات الحية خلال هذه الطبقات ثم بعد فترة تتلاحم هذه الحبيبات وينشأ الصخر الرسوبي، وتنشأ هذه الصخور في جميع أنحاء الأرض، أما النوع الثالث من الصخور فهو الصخور المتحولة والتي تنشأ عن تعرض الصخور النارية والرسوبية إلى درجة حرارة وضغط عالية مما يؤدي إلى تحولها إلى نوع آخر من الصخور والمسمى بالصخور المتحولة.

أما المعادن فتتكون إما عن طريق النشاط الناري بحيث تتم عملية البلورة من خلال السائل الانصهاري، حيث تبدأ المعادن بالتشكل بعد تبريد هذا السائل أو من خلال التبلور من المحاليل الحارة أو عن طريق عملية الترسيب، بحيث يتم التبلور منها من خلال ترسيب المركبات الملحية لمياه المحيطات والبحار، ويتم هذا الترسيب نتيجة لتبخر المياه، أو عن طريق عملية التحول وهنا قد يتكون المعدن نتيجة تعرضه للحرارة والضغط العالي جدًا مما يؤدي ذلك إلى حصول بعض التفاعلات الكيميائية وإنتاج المعدن.

ومنذ القدم كان للمعادن والصخور دورًا مهمًا على مدى التاريخ حيث استخدم الإنسان منذ القدم الصوان لصنع أدواته اليومية المنزلية، كما استخدم الإنسان البدائي الفلزات لأول مرة كمواد للتزيين والتجميل، مثل: الذهب والنحاس، وهكذا تدرج الإنسان باكتشافاته للمعادن والصخور وتوظيفيها في خدمته بمختلف الوسائل الطبيعية والكيميائية فاستخلصها وأدخلها في الصناعة.