اليابان تطور إنتاج فحم صديق للبيئة لدعم الاستدامة
تواصل اليابان جهودها في تطوير حلول صديقة للبيئة إذ بدأت مؤخراً إنتاجاً تجريبياً للفحم الحيوي الذي يعد تقنية واعدة لتحسين جودة التربة الزراعية والحدّ من تأثيرات تغير المناخ.
اليابان وابتكار جديد
ويعدّ هذا الابتكار جزءاً من استراتيجيات أوسع تسعى من خلالها طوكيو إلى تحقيق التوازن بين التنمية البيئية والاستدامة الاقتصادية.
ووفقاً لبيانات يساعد الفحم الحيوي على تحسين بنية التربة وتعزيز قدرتها على الاحتفاظ بالمياه والمغذيات ما يسهم في زيادة إنتاج المحاصيل الزراعية.
وأظهرت أبحاث حديثة أن هذه التقنية يمكن أن تسهم أيضاً في الحدّ من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري مما يجعلها حلاً فعّالاً لمواجهة تغير المناخ.
إنتاج الفحم الحيوي
وفي هذا السياق أطلقت المنظمة الوطنية للبحوث الزراعية والغذائية في اليابان مشروعاً جديداً في مدينة ساكورا بمحافظة تشيبا إذ شغّلت آلة متطورة لإنتاج الفحم الحيوي من الخيزران وأغصان الأشجار.
وتعتمد هذه التقنية على تسخين المواد العضوية عند درجات حرارة تصل إلى 600 درجة مئوية ما يسمح بتحويلها إلى فحم مستدام دون إطلاق كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون.
ويعتقد الباحثون أن استعمال الفحم الحيوي في الأراضي الزراعية سيوفر مزايا متعددة أبرزها تحسين تصريف المياه وزيادة قدرة التربة على الاحتفاظ بالمغذّيات فضلاً عن دوره في امتصاص الكربون ومنع إطلاقه مرة أخرى إلى الغلاف الجوي.
إنتاج فحم صديق للبيئة في اليابان
يعد إنتاج فحم صديق للبيئة في اليابان خطوة حيوية ضمن استراتيجياتها لمكافحة تغير المناخ وتعزيز استدامة التربة.
وتعتمد هذه العملية على تحويل المخلّفات النباتية إلى فحم حيوي باستعمال تقنية الانحلال الحراري مما يسمح باحتجاز الكربون في التربة لمدد طويلة بدلًا من انطلاقه إلى الجو.
وتشير الدراسات إلى إسهام الفحم الحيوي في خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري مثل الميثان وأكسيد النيتروز التي تُعدّ من الأسباب الرئيسة لارتفاع درجة حرارة الأرض.
بالإضافة إلى ذلك يعزز الفحم الحيوي خصوبة التربة من خلال تحسين توازنها الكيميائي وتقليل الحاجة إلى الأسمدة الكيميائية مما يقلل من التكاليف الزراعية على المدى الطويل.
وتدعم الحكومة اليابانية هذه الجهود من خلال توفير المواد الأولية مثل الخيزران المقطوف وأغصان الأشجار لاستعمالها في إنتاج الفحم الحيوي.
ويأمل المسؤولون في توسيع نطاق هذه التقنية لتشمل مناطق أخرى في اليابان ما قد يسهم في تعزيز الممارسات الزراعية المستدامة وتحقيق فوائد بيئية واسعة النطاق.
فوائد الفحم الحيوي
لا تقتصر فوائد الفحم الحيوي على تحسين جودة التربة فقط، بل تمتد أيضاً إلى دعم الاقتصاد الزراعي، فبحسب الأبحاث، يمكن أن يؤدي استعمال هذه التقنية إلى زيادة إنتاج المحاصيل بنسبة تتراوح بين 10 بالمئة و38 بالمئة وفقاً لنوع التربة والمحصول.
ويوفر الفحم الحيوي وسيلة فعّالة لإدارة المخلفات العضوية إذ يمكن تحويل بقايا المحاصيل الزراعية والنفايات الخشبية إلى منتج ذي قيمة اقتصادية عالية كما يسهم الاعتماد على الفحم الحيوي في خفض الاعتماد على الأسمدة الكيميائية ما يقلل من التكاليف التشغيلية للمزارعين.
تحديات التوسع
رغم المزايا العديدة للفحم الحيوي ما تزال هناك بعض التحديات المرتبطة بتوسيع استعماله على نطاق واسع، من بينها الحاجة إلى مزيد من الدراسات حول تأثيراته طويلة الأمد في التربة وتكلفة إنتاجه وإمكان توفير الدعم الحكومي لتحفيز المزارعين على اعتماده.
ومع ذلك تتزايد الاهتمامات العالمية بهذه التقنية إذ تنظَّم مؤتمرات وورش عمل متخصصة مثل أكاديمية الفحم الحيوي التي تهدف إلى نشر الوعي وتعزيز المعرفة حول فوائده البيئية والاقتصادية.
هذا وتعد مبادرة اليابان في إنتاج الفحم الحيوي خطوة رائدة نحو تحقيق زراعة مستدامة وتقليل التأثيرات السلبية لتغير المناخ.
وإذا طُبّقت هذه التقنية على نطاق واسع فقد يكون لها دور مهم في تحقيق الأهداف البيئية العالمية ما يجعل طوكيو نموذجاً يحتذى به في مجال التكنولوجيا الخضراء.