بطاريات بيتافولتيك الخضراء.. طاقة تشغّل الإنترنت لعقود دون انقطاع بالكهرباء النظيفة
تتمتع بطاريات بيتافولتيك الخضراء بالقدرة على إحداث تحول جذري في عالم الإنترنت عبر إتاحة مصدر دائم للكهرباء المتجددة ما يُسهم في القضاء على المشكلات التي تتعلق بتعطل الشبكة من وقت لآخر بسبب انقطاع الكهرباء وما ينتج عن ذلك من فقدان للبيانات المهمة.
بطاريات بيتافولتيك الخضراء
وتعد بطاريات بيتافولتيك شكلاً واعداً وإن كان أقل شهرة من أشكال الكهرباء المتجددة لإشعال ثورة في مشهد تقنية الإنترنت وفق ما أورده موقع إنرجي بورتال. إي يو المتخصص.
وتستفيد تلك التقنية من الكهرباء المولّدة من جسيمات بيتا التي هي عبارة عن إلكترونات أو بوزيترونات عالية الطاقة والسريعة تنبعث من أنواع معينة من النظائر المشعة.
وتُحول تلك الطاقة المُستخرجة من هذه الجسيمات إلى كهرباء في عملية لديها القدرة على إتاحة مصدر كهرباء موثوق ودائم وصديق للبيئة واستعماله لحزمة عريضة من التطبيقات من بينها تقنية الإنترنت.
مصدر كهرباء غير متقطع
وتتجلى قدرة بيتافولتيك في عالم الإنترنت في قدرتها على توفير مصدر كهرباء قوي وغير متقطع ما يُعَد حلاً مثالياً لمشكلة الطبيعية المتقطعة للطاقة المتجددة.
وغالباً ما يمثل العمر الافتراضي لمصادر الكهرباء التقليدية مثل البطاريات قيداً صعباً بل يمكن لتلك المصادر أن تفرض تحديات بيئية عند التخلص منها.
وفي المقابل تستطيع بطاريات بيتافولتيك نظرياً العمل لعقود دون الحاجة لإعادة الشحن أو الاستبدال.
وتجعل تلك الميزة هذه الأجهزة حلاً مثالياً لتشغيل البنية التحتية للإنترنت التي عادةً ما تكون بعيدةً أو حتى صعب الوصول إليها مثل الأقمار الصناعية والكابلات تحت سطح البحر وأجهزة الاستشعار البعيدة.
موثوقية عالية
وتتيح بطاريات بيتافولتيك مستوى عالي من الموثوقية لا تضاهيه مصادر الطاقة المتجددة الأخرى فبخلاف طاقة الشمس أو الرياح التي تعتمد على ظروف الطقس وساعات النهار من اليوم تستطيع توليد الكهرباء باستمرار دون الاعتماد على الظروف البيئية.
وتكتسب هذه الإمدادات المتواصلة للكهرباء أهمية خاصة بالنسبة إلى تقنية الإنترنت التي يمكن أن يتسبب أي انقطاع في الكهرباء إلى فقدان البيانات أو حتى انهيار النظام بأكمله.
تحديات قائمة
وتواجه عملية دمج بطاريات بيتافولتيك في تقنية الإنترنت عدداً من التحديات أولها مخاوف السلامة والتنظيم بسبب استعمال النظائر المشعّة كما إن التكلفة الحالية لإنتاج هذه البطاريات مرتفعة نسبياً وهو ما يمكن أن يقيد استعمالها الواسع على المدى القصير.
وعلاوة على ذلك تركز دراسات بحثية حالية وجهود التطوير المتواصلة أساسا على تجاوز تلك العراقيل وهو ما قاد فعلياً إلى تقدم ملموس في السنوات الأخيرة.
تقنية النانو
وفتحت التحسينات التي أُدخلت على تقنية النانو آفاقاً جديدة في بطاريات بيتافولتيك إذ تشير تقنية النانو إلى العلم الذي يهتم بدراسة معالجة المادة على المستوى الذري والجزيئي.
فمن خلال تقليل حجم مصدر الإشعاع والمسافة التي يتعين أن تقطعها جسيمات بيتا صار من الممكن تعزيز كفاءة تلك البطاريات كما إنه يساعد على تخفيف بعض مخاوف السلامة ذات الصلة باستعمالها.
كما أن ظهور الجيل الخامس وتقنية إنترنت الأشياء (IoT) قد عزز الطلب المتنامي على مصادر الكهرباء منخفضة الكربون والتكلفة.
والخلاصة أن بطاريات بيتافولتيك لديها الإجابة المناسبة لسد هذا الطلب بفضل قدرتها على إتاحة الكهرباء المتواصلة لأوقات زمنية مطولة ما يتيح تشغيلاً طويلاً لأجهزة الإنترنت مثل الهواتف الذكية وأنظمة المنازل الذكية.
ومع تواصل البحوث والتطوير يبدو أنها مسألة وقت قبل أن تخرج التطبيقات الفعلية لتلك التقنية المثيرة إلى حيز الوجود.