حرق الفحم من أجل الكهرباء
يمثل حرق الفحم حل لشح الكهرباء في الصين والحل الأوحد الذي يمكن أن تستفيد منه السلطات الآن لتدبير معدلات الطلب المتنامية على الكهرباء المستعملة لأغراض متعددة.
حرق الفحم في الصين
وتدق أزمة نقص الكهرباء ناقوس الخطر في الصين في حين تسير الصين نحو برنامج تحول الطاقة.
ووفق شبكة “بلومبرغ” أصبح التوسع في حرق الفحم في الصين الخيار الحقيقي والوحيد على المدى القصير لتلبية الطلب المتنامي على الكهرباء بما في ذلك ما تحتاجه السيارات الكهربائية.
وقالت مجموعة “إيه إن زد غروب هولدنغ” المالية الأسترالية في تقرير صدر الخميس الماضي 20 نيسان 2023 أن النقص في الكهرباء على الأرجح سيعاود الظهور في حين يواصل تسريع وتيرة تحول الطاقة الضغط على شبكات الكهرباء”.
سوق الكهرباء مجهدة
وما يعَجل التوسع في حرق الفحم في الصين ظهور علامات الإجهاد على سوق الكهرباء في الصين في الوقت الذي تقوّض فيه مستويات المياه المنخفضة توليد الكهرباء من الطاقة الكهرومائية حيث أصبح اعتماد المنطقة على الطاقة الكهرومائية أكبر مصدر للكهرباء النظيفة في الصين موضع تساؤل.
وللتغلب على هذا التحدي عمدت الحكومة الصينية إلى اتخاذ حزمة من الإجراءات من بينها تعزيز الإنتاج المحلي من الفحم وزيادة الواردات من هذا الوقود الأحفوري.
السيارات الكهربائية تضغط لـ حرق الفحم
وتشكل السيارات الكهربائية التي تعد حلاً فاعلاً في إبطاء وتيرة التغيرات المناخية عامل ضغط على الشبكة الكهربائية وهو ما يجعل التوسع في حرق الفحم في الصين حلاً لا غنى عنه لمجابهة وضع الكهرباء المأزوم على الأقل في الوقت الراهن.
ووفقا لتقديرات مجموعة “إيه إن زد غروب” فمن المتوقع أن يحل أسطول السيارات الكهربائية في العالم محل 600 ألف برميل يومياً من الوقود الأحفوري هذا العام 2023.
وتمثل الصين التي تقود النمو العالمي في مبيعات السيارات الكهربائية ما يصل إلى 60% من الـ 600 ألف برميل يومياً المذكورة حيث أن معظم هذا التحول يقود إلى زيادة الطلب على الكهرباء المولدة من المحطات العاملة بالفحم.
الصين تقود المبيعات العالمية
وحسب موقع “ويسترن ستاندارد” تواصل مبيعات السيارات الكهربائية التحليق عالميا لتمثل ما نسبته 13% من أنواع السيارات الجديدة ووفق تقديرات شبكة “بلومبرغ” لامست مبيعات السيارات الكهربائية عالميا 10.5 مليون وحدة في العام الماضي 2022 بزيادة من 8.3 مليون وحدة في العام السابق 2021
ومثلت الصين البلد الأكثر تعداداً للسكان في العالم أكبر تلك الزيادات إذ شكلت السيارات الكهربائية ما نسبته 26% من إجمالي مبيعات السيارات ومن المتوقع أن يتجاوز هذا الرقم 30% في العام الجاري 2023.
وأشارت التقديرات إلى أن السيارات الكهربائية مثلت 7% من مبيعات المركبات التجارية كافة في الصين من بينها 5% للشاحنات الثقيلة.
وتشير التوقعات إلى أن مبيعات سيارات الاحتراق الداخلي ستبقى ثابتة نسبيا قبل أن تهبط في عام 2026 وفق ما أظهرته الأرقام ذاتها.
وبوجه عام من المتوقع أن يصل إجمالي الطلب على النفط من قطاع النقل ذروته بحلول عام 2027 ويتوقف هذا على استهلاك المركبات التجارية.
تحفيزات سخية
جاء تزايد الطلب على السيارات الكهربائية مدعوما من التحفيزات السخية إذ تدعم الحكومة الصينية السيارات الكهربائية منذ عام 2009 لتحذو بلدان أخرى مثل أميركا وكندا الحذو نفسه.
ويأتي هذا في الوقت الذي تتجه فيه حكومات الدول إلى حظر سيارات الوقود الأحفوري مثل حظر الاتحاد الأوروبي لبيع سيارات الوقود الأحفوري بين الدول الأعضاء بحلول عام 2035.
وهناك 13 ولاية أميركية تطبق برنامج الحياد الكربوني المعمول به في كاليفورنيا والذي يهدف للتخلص من السيارات العاملة بالغاز بحلول عام 2035 من بينها نيويورك وأوريغون وفيرمونت وواشنطن.