كيف تم اكتشاف الكهرباء
تُعدُّ الكهرباء عُنصرًا رئيسًا في حياتنا اليومية، إذ لا يُمكن الاستغناء عنها بتاتًا، فلا يوجد بيت خالٍ منها، ومن الأجهزة الكهربائية المُسهلة للحياة، كالغسالة، والحاسوب، والتلفاز، والثلاجة، والهاتف، وغيرها الكثير، ويتساءل العديد عن بداية اكتشاف الكهرباء، وكيف توصّل الإنسان إلى هذا الابتكار العظيم، وسنتحدث في المقال التالي عن كيفية اكتشاف الكهرباء، وأهمّ فوائدها.
كيفيّة اكتشاف الكهرباء
عرف الناس قديمًا الصّدمات الناتجة عن سمك الرّعاش، ودلّت العديد من نصوص القدماء المصريين على ذلك، وأطلقوا عليها اسم “صاعقة النيل”، ووُصفت بأنّها المُدافعة، والحامية لكافّة الأسماك الأخرى، وبعد مرور ألف عام تمت الإشارة إلى هذه الأسماك من قبل الإغريقيين، والرومانيين، وأطباء المسلمين، واكتُشف بأنّ الصّدمات الكهربائيّة التي تخرج من سمك السلّور الصاعق، وسمك أنقليس الرعاد الكهربائي تمدُّ الجسم بشعور بالتنميل، إضافةً إلى انتقال هذه الصّدمات خلال الأجسام الموصلة.
ويُعدُّ أقدم، وأقرب طريقة لاكتشاف الكهرباء المُنبعثة من أي مصدر إلى العرب، فقد أطلقوا كلمة “البرق” على الشعاع الكهربائي، وكان ذلك قبل القرن الخامس عشر، وقد عُرف في ثقافات الدول القديمة المُشرفة على البحر الأبيض المتوسط بأنّ هناك أجسامًا شبيهة بقضبان الكهرمان، وإمكانية حكّ هذه القطبان عن طريق فرو قطة لتجذب الأجسام الخفيفة كالرّيش.
وفي عام ستمئة قبل الميلاد سجّل العالم، والفيلسوف الإغريقي طاليس الملطي العديد من الملاحظات المُرتبطة بالكهرباء الساكنة، وأوصلته هذه المُلاحظات إلى الاستنتاج بأنّ الاحتكاك يُحول الكهرمان إلى مادة مغناطيسية، على عكس المعادن التي لا تحتاج إلى الاحتكاك كي تكتسب صفة المغناطيسية، ومنها معدن الماغنتيت المُسمى باسم أكسيد الحديد الأسود، غير أن طاليس أخطأ باعتقاده بأنّ سبب الانجذاب هو التأثير المغناطيسي، إذ أثبتت الدراسات العلمية وجود ترابط بين المغناطيسية والكهرباء.
وفي عام ألف وستمئة قام الطبيب الإنجليزي ويليام جيلبرت بدراسة بخصوص الكهرباء والمغناطيسية، وفرق من خلالها بين حجر المغناطيس، والكهرباء الساكنة الناتجة من احتكاك مادة الكهرمان، وأطلق على خاصية جذب الأجسام الصغيرة بعد حكّها اسم “electricus”.
وفي القرن الثامن عشر قام بنيامين فرانكلين بأبحاث شاملة بخصوص الكهرباء، وقد باع كافة مُمتلكاته من أجل تمويل بحوثاته، وفي عام ألف وسبعمئة واثنين وخمسين ربط مفتاحًا معدنيًا أسفل خيط طائرة ورقية رطب، ثم فلت الطائرة في الجو، بعد ذلك لاحظ وجود مجموعة من الشرارات تنبعث من المفتاح إلى ظهر يده، فبرهن بذلك بأنّ البرق ذو طبيعة كهربائية، وفي عام ألف وسبعمئة وواحد وتسعين قام لودجي جالفاني بنشر اكتشافه حول الكهرباء الحيوية، إذ صرّح بأنّ الكهرباء هي الوسط الذي تقوم عن طريقه الخلايا العصبية بنقل الإشارات إلى العضلات.
اخترعت أول بطارية كهربائية عام 1800
واخترعت أول بطارية كهربائية عام ألف وثمانمئة على يد أليساندر، وفولتا، وسمّوها باسم “البطارية الفولتية”، وقد صُنعت هذه البطارية من طبقات مُتتالية من النّحاس والزنك، وفادت البطارية الفولتية العلماء من خلال إمدادها لهم بمصدر للطاقة الكهربائية تُعتمد عليه بصورة أكبر من الماكينات الإلكتروستاتية.
وفي القرن التاسع عشر أصبحت الكهرباء مصدرًا لا يُمكن الاستغناء عنه في الحياة، وأضحت قوةً دافعةً للثورة الصّناعية الثانية، ويرجع الفضل في ذلك إلى العديد من العلماء، وهم توماس أديسون، ونيقولا تسلا، وأوتو بلاثي، وإرنست وينر، وجورج ويستنغهاوس، ويرنر فون سيمنز، وويليام توماس، وألكسندر غراهام بيل، وبارون كلفن الأول.
فوائد الكهرباء
الإضاءة.
التدفئة.
الاتصال عن بعد.
الأجهزة الكهربائية.