كيف يستطيع قطاع الكهرباء في تايلاند خفض انبعاثاته؟
يعتمد قطاع الكهرباء في تايلاند على الوقود الأحفوري بصورة رئيسة؛ ما يمثل إحدى العقبات أمام خطط البلاد لخفض الانبعاثات والوصول إلى الحياد الكربوني.
وأعلنت تايلاند التزامها في مؤتمر قمة المناخ كوب 26 عام 2021، بالوصول إلى الحياد الكربوني بحلول 2050، وصافي انبعاثات غازات الدفيئة بحلول 2065، حيث يستحوذ قطاع الكهرباء في تايلاند على جزء كبير من إجمالي انبعاثاتها الكربونية؛ ما جعله محط أنظار أغلب المبادرات المحلية والدولية المستهدفة لبناء أنظمة كهرباء مستقبلية خالية من الكربون.
وأصدرت وكالة الطاقة الدولية تقريراً حديثاً مفصّلاً حول كيفية انتقال قطاع الكهرباء في تايلاند إلى مزيج توليد نظيف أو خالٍ من الكربون بالتعاون مع وزارة الطاقة التايلاندية وهيئة توليد الكهرباء في البلاد.
وأعلنت تايلاند خطة تفصيلية طويلة الأجل لخفض الانبعاثات بالتركيز على قطاع الطاقة الأكثر انبعاثاً بنسبة 69% من إجمالي الانبعاثات الصادرة في عام 2018.
كم تبلغ انبعاثات قطاع الكهرباء في تايلاند؟
يستحوذ قطاع الكهرباء -حاليًا- على 35% من انبعاثات الكربون الصادرة عن قطاع الطاقة في تايلاند، بسبب اعتماده على الغاز الطبيعي والفحم بصورة رئيسة.
واستحوذ الغاز على 66% من مزيج توليد الكهرباء في تايلاند عام 2021، يليه الفحم بنسبة 17%، بينما بلغت مساهمة المصادر منخفضة الكربون 12% فقط، وفقاً لتقرير وكالة الطاقة الدولية.
خطة خفض الانبعاثات تحتاج للتطوير
تنصح وكالة الطاقة الدولية بإدخال تحديثات على سياسة المناخ الوطنية وخطط قطاع الكهرباء في تايلاند، ولا سيما خطة تنمية القطاع لعام 2018، لضعف ملاءمتها مع أهداف خفض الانبعاثات الجديدة.
وتقول الوكالة إن الاستمرار في خطة 2018 دون تحديث سيؤدي إلى تجاوز أهداف الانبعاثات في قطاع توليد الكهرباء بنسبة 44% في عام 2030، و80% عام 2037.
وتشمل خطة 2018 التوسع في مشروعات التوليد العاملة بالغاز والفحم بسعة إجمالية تصل إلى 16 غيغاواط بحلول 2037، ويقابل ذلك التوسع في مشروعات الطاقة المتجددة بسعة إجمالية تصل إلى 18.8 غيغاواط بحلول هذا التاريخ.
وهذا لن يكون كافياً لتحقيق الخفض المطلوب من الانبعاثات بحلول 2037، بحسب تقييم الوكالة الذي يرجح زيادة انبعاثات قطاع الكهرباء في تايلاند بنسبة 12% فوق مستويات عام 2021 بحلول هذا التاريخ.
وتعتقد وكالة الطاقة الدولية أن تسريع نشر المصادر المتجددة في تايلاند يمكن أن يساعدها على الوصول إلى أهدافها المناخية الطموحة خلال العقود المقبلة حتى عام الحياد الكربوني المرتقب 2050.
وتحتاج تايلاند -من أجل تلبية هذه الأهداف- إلى نشر 32 غيغاواط إضافية من طاقة الرياح والطاقة الشمسية بحلول 2030، تزيد إلى 42 غيغاواط بحلول عام 2037، بالتوازي مع خفض عمليات التوسع في محطات التوليد العاملة بالغاز أو الفحم.
ومن المتوقع أن يزيد إسهام الطاقة المتجددة بمزيج الكهرباء في تايلاند إلى 28% بحلول عام 2030، و40% بحلول عام 2037، كما ستنخفض الانبعاثات بصورة كبيرة على الجانب الآخر.
ويمكن للطاقة الشمسية وحدها أن تخفض انبعاثات الكربون الصادرة عن قطاع الطاقة في البلاد بنسبة 29% بحلول عام 2030، و41% بحلول عام 2037، وفقًا لتقديرات وكالة الطاقة الدولية.
ويستلزم ذلك تطوير محطات الكهرباء والتوسع في أنظمة تخزين البطاريات ومحطات شحن السيارات الكهربائية؛ ما يُسهِم في ضمان نظام طاقة موثوق ومرن وملائم من حيث التكلفة.
وتحتاج هذه المسارات إلى تحديد أولويات السياسة وتكييف الأطر التنظيمية والفنية وسرعة تبني التقنيات الملائمة لإزالة الكربون من نظام الكهرباء في تايلاند مع التركيز على تطوير مرونة النظام والممارسات التشغيلية.
كما يتطلب الوصول إلى نظام كهرباء مرن تحفيز مصادر الطاقة المتجددة عبر إعادة التفاوض بشأن الاتفاقيات والعقود وطرق الدفع والشراء، مع تشجيع أنظمة التخزين، والتوسع في عمليات الرقمنة ودعم التكامل بين قطاعات التوليد والنقل، وفقاً لتوصيات الوكالة.