ما هو الغاز الصخري
ظهر الغاز الصّخري في السّوق العالميّة عام 2001م نتيجةً للارتفاع غير المسبوق لأسعار النّفط، وعدم قدرته على تلبية الحاجة المتزايدة للمحروقات، وبالرغم من أنّ هناك دراسات قديمة تناولت استخدام الغاز الصّخري، إلّا أنّ صلابة الصّخور الحاضنة له وعدم نفاذيتها، وعدم وجود تقنية فعّالة لاستخراجه حالت دون استخدامه في ذلك الوقت، وفي ما بعد ظهرت تقنية التّكسير الصّخري في الولايات المتحدة الأمريكيّة؛ ممّا جعل من استخراج الغاز الصّخري ممكناََ وبتكلفة مقبولةٍ، مع الأخذ بعين الاعتبار الأسعار المرتفعة للنفط، فما هو الغاز الصّخري؟ وكيف يمكن استخراجه؟ وما تأثيره على البيئة؟.
مكونات الغاز الصّخري
الغاز الصّخري (بالإنجليزية: Shale gas) هو غاز طبيعي ينشأ داخل الصّخر الزيتي، أو ما يُعرف بالسّجيل الزّيتيّ، وهو طين عضويّ دُفن قبل مئات ملايين السّنين في قيعان البحار القديمة، ثم تراكمت فوقه الرّسوبيات، وبفعل الضّغط والحرارة تحوّل الطّين إلى صخر زيتي، وتحولت المواد العضويّة بداخله إلى غاز. توجَد الصّخور الزّيتيّة تحت عمق يزيد عن (1500) متر، وبالرغم من وجود بعض الغاز الصّخري في صخور مساميّة، وإمكانية الحصول عليه عن طريق الحفر التّقليدي؛ إلا أنّ معظم كمية الغاز الصّخري تكون داخل صخور المصدر، وهو ما يتطلّب عمليات حفر للوصول إليها، ثم تكسير الصّخور للوصول إلى الغاز الصّخري.[٢] يتكوّن الغاز الصّخري بشكلٍ أساسيّ من الميثان، والهيدروكربونات (مواد تحتوي على كربون وهيدروجين) الأخرى مثل الإيثان، والبروبان، والبيوتان، بالإضافة إلى ثاني أكسيد الكربون، والنّيتروجين، وكبريتيد الهيدروجين.
استخراج الغاز الصّخري
للحصول على الغاز الصّخري بكمياتٍ تجاريّةٍ وتكلفةٍ معقولة، يتم استخراج الغاز الصّخري من صخور المصدر باستخدام التّقنيات التّالية:
الحفر الأفقي: يتم الحفر عمودياً في البداية للوصول إلى العمق الذي توجد تحته الصّخور الزّيتية، ثم يبدأ الحفر أفقياً للكشف عن أكبر مساحة من الصّخور، وهذه الطريقة مجدية اقتصادياَ، لأنها تمكن من حفر عدة آبار باستخدام فتحة (بئر) عموديّة واحدة.
التّكسير الهيدروليكي: وهي تقنية تعتمد على ضخّ كمية كبيرة من الماء الممزوج بالمواد الكيميائيّة والرّمل تحت ضغط مرتفع (100 بار تقريباََ) لتكسير الصّخور والسّماح للغاز الصّخري بالانطلاق خارجها.
الآثار البيئية لاستخراج الغاز الصّخري
يشير علماء البيئة لوجود بعض التأثيرات الضارة لعمليات استخراج الغاز الصّخري على البيئة، ومنها:
– يتطلّب التّكسير الهيدروليكي للصخور هدر كميات هائلة من الماء.
– ينتج عن التّكسير الهيدروليكي مياه ملوّثة تحتوي على مواد كيميائيّة قد يكون من الصعب معالجتها والتّخلص منها.
– يؤدي تسرُّب المواد الكيميائيّة المستخدمة لتكسير الصّخور إلى تلوث المصادر المائيّة، كما أنّه قد يُحدِث تسرّباً لبعض الغازات السّامة من الصّخور الزّيتية؛ ممّا يُلوّث المياه الجوفيّة، ومن هذه المواد: الرّادون، والزّئبق، بالإضافة إلى الرّصاص والزّرنيخ الذي قد يتسرّب من المناطق القريبة من سطح الأرض.
– تؤدّي عمليات الحفر إلى الإخلال بتوازن القوى في تشكيلات الصّخور؛ مما قد يُسبّب تحرّك الصّخور من أماكنها، والذي يؤدي إلى نشوء زلازل الصغيرة تُسمى أحياناً بالزلازل المستحثّة.
– يحتوي الغاز الصّخري على الميثان المعروف بأنّه يُسبّب ظاهرة الدّفيئة.
الآثار الصّحية لاستخراج الغاز الصّخري
تؤثّر عمليات استخراج الغاز الصّخري على صحة العاملين في الموقع، كما يمكن أن تؤثّر على صحة القاطنين بالقرب من مواقع استخراج الغاز، وفي ما يلي بعض الآثار الصّحية المحتملة:
– الإصابة ببعض الأمراض المزمنة نتيجة استنشاق السّيليكا والغازات، مثل: المركبات العضويّة المتطايرة، وأكاسيد النّيتروجين، وكبريتيد الهيدروجين على المدى الطّويل، ومن هذه الأمراض: مرض الانسداد الرّئوي المزمن، وسرطان الرّئة، ومشاكل القلب والأوعية الدّمويّة.
– الإصابة ببعض الأمراض الحادة نتيجة التّعرض العرضي للغازات الضّارة، مثل: الدّوخة، والصّداع، وتهيُّج العين والجهاز التّنفسي.
– التّعرض للضوضاء النّاتجة عن استخدام آلات الحفر.
– ورود تقارير تُفيد بوجود حالات وفيات بين الحيوانات الأليفة، والمواشي، وتشوُّهات الولادة في حيوانات المزراع القريبة من آبار الغاز الصّخري؛ ممّا يُثير المخاوف من احتمال تراكم السّموم وانتقالها للبشر عبر السّلسلة الغذائيّة.