ما هي هندسة البترول

هندسة النفط كغيرها من علوم الهندسة تسعى إلى الاستكشاف والبحث عن النفط، من خلال الأساليب العلميّة والعمليّة لمعرفة موقع المصدر أو منابع النّفط الموجود في أعماق الأرض، وباستخدام مُعدّات تكنولوجيّة مُعقّدة، ومرتبطة بأنظمة حوسبة خاصة لها، وبالتالي فإنّ مهندسَ النّفط يسعى دائمًا لكسب المعرفة المُتجدّدة، التي من شانها أن تُسهلَ عليه مُهمّة التّعامل مع هذه المعدات بأحدث الوسائل والتّقنيات، ويرتبط علم هندسة النّفط بالعلوم الأخرى والتي تتكامل معه، أهمّها علوم الأرض من ناحية دراسة طبقاتها وفيزيائيتها وكيميائيتها، وعلوم كيفية إنتاج النفط والغاز الطبيعي، وآلية تطوير الآلات والمعدات التي تنقل النّفط بواسطة خطوط خاصة.

تخصص هندسة النفط

تخصصُ هندسة البترول كغيره من تخصّصات الهندسة، إذ يُدرّسُ في الجامعات حول العالم، وبواقع خمس سنوات دراسيّة، ويحتوي هذا التّخصص برامجَ من شأنها أن تُخرّج طلبة قادرين على الانخراط في سوق العمل، يبدأ الطلبة في السنة الأولى بدراسة مواد عامة كأيّ تخصّص هندسي، لا سيما في مجال الرّياضيات والكيمياء والفيزياء، ومواد الرّسم الهندسي وبرمجة الحاسوب، ومع مرور سنوات التّخصص يتعمّقوا في العلوم ذات العلاقة بالتّخصص، ومن أهمّها خواص صخور المكامن(مواقع وجود النفط في باطن الأرض)، وسريان الموائع، وهندسة المكامن، بالاضافة لمواد علم الجيولوجيا البترول، وكيفيّة نقله وتخزينه ومكامنه، وفي نهاية التّخصص يتعلّم الطلبة مواضيع تتعلق بالإنتاج الاصطناعي وإنتاج الغاز الطبيعي، التي تكون بالتّزامن مع التّدرب على استخدام الأجهزة والمعدات، وينتهوا بمشروع التخرج في هندسة البترول.

تفرعات هندسة النفط

يتفرّع عن هندسة البترول تخصّصات فرعية هي كالآتي:

هندسة الحفر: تضمُّ برامج ومواد لفهم طبيعة الصخور ونسبة الضّغط المؤثر عليها، وذلك من أجل معرفة كيفيّة اختراقها واستخراج الموجود بداخلها بباطن الأرض من نفط أو غاز.

هندسة إنتاج النفط: تأتي مرحلة العمل بهذا التّخصص بعد إتمام عملية الحفر والتأكد بوجود النفط أو الغاز، إذ تكمن مهمة مهندس الإنتاج في إنتاج النفط بأسهل الطّرق وأقلّ التكاليف، ومتابعة نقل المواد المتعلقة بالإنتاج لشركات خطوط الأنابيب ووكلاء النقل.

هندسة المخزون: يُلقى على مهندس المخزون التّحكم بما يُسمى بالاحتياطي النفطي، وذلك من خلال تحليل طبيعة الصّخور التي يجري تصريف النّفط منها، والنّظر لمستقبل الأداء المخزوني لبئر النفط.

هندسة المحاكاة أو الخبير البتروفيزيائي: يتحكّم مهندس المحاكاة ومن خلال التّطبيقات الحاسوبيّة، بمواصفات الخزان النّفطي، كالعمق والمساحة والفترة التي يمكن أن يستمر الخزان بإنتاج النفط فيها.

خصائص الهندسة النفطية

لهندسة النّفط خصوصيات عن بقية فروع الهندسة الأخرى، هي كالآتي:

تحتاج هندسة النفط إلى تقنيات تتزايد فيها الخبرة مع ممارسة المهنة، إذ إنّ لها خصوصية بالتّنبؤ بأماكن وجود النّفط غير المكتشفة، وهذه الاماكن تُشترى كاحتياطي نفطي للعديد من الدّول، وبالتالي فهي حساسة، لا سيما أنّها تتحكّم بأسعار السّلع الأساسيّة والعقود الآجلة.

تحتاج هندسة النّفط لاستخدام أجهزة ومعدات متقدمة ومعقدة وعالية السّرعة، وعمليات إحصائيّة دقيقة، تخضع لعمليات معالجة من قبل فرق متخصّصة وعلى دراية بحيثيات دقيقة.

تحتاج هندسة النّفط لعملية تخطيط عالية الدقة، واستخدام أعداد كبيرة من الأيدي العاملة، تعمل بتكاملٍ لعدم الوقوع في الأخطاء، وبالتالي تجنب المخاطر التي هي من طبيعة تطبيق هندسة النفط.

تدل الإحصائيات التاريخية، بأنّ هندسةَ النّفط هي أعلى المهن أجرًا، وذلك لخصوصية صعوبة دراستها، وما قد يتعرّض له ممتهنيها بالمخاطر.