مما يصنع البلاستيك

بحث الإنسان منذ القدم عن مواد في بيئته لتساعده في حياته وتلبي احتياجاته المختلفة، فاستخدم الحجارة والمعادن مثل النحاس والحديد والبرونز والخشب والزجاج وجلود الحيوانات وصوفها في العديد من الاستخدامات مثل الصيد وإشعال النار وصنع الأواني المتنوعة للطعام والشراب والتقطيع وحفظ الطعام واللباس.

ومع التطور في الصناعة صنع الإنسان البلاستيك واستخدمه واستفاد منه كثيرًا وخاصة مع ندرة الموارد الطبيعية التي كانت تستخدم قبل البلاستيك مثل العاج والعظام. ينتشر البلاستيك اليوم في جميع مناحي الحياة، ومصطلح البلاستيك مشتق من الكلمة اليونانية “بلاستيكوس”، أي قابلة للتشكيل والقولبة، وهو مواد اصطناعية أو شبه اصطناعية قابلة للتشكيل عندما تكون لينة بفعل الحرارة وتأخذ الشكل النهائي بعد أن تجف وتصبح صلبة ومتماسكة، وتصنع مختلف المنتجات من البلاستيك حسب الطلب بسهولة، مثل أواني الطعام وبطاقات الصرّاف والألعاب والأجهزة الإلكترونية والكثير الكثير.

مما يصنع البلاستيك

المواد البلاستيكية هو مواد اصطناعية مستمدة بالأساس من منتجات عضوية مثل السليولوز والرمل والفحم والغاز الطبيعي والملح وبالطبع النفط الخام وعدد من المكونات الأخرى الممكنة، والنفط الخام هو خليط معقد مكون من آلاف المركبات ويحتاج إلى معالجة قبل الاستخدام.

يبدأ صنع البلاستيك بعمليات التقطير والتكسير في مصفاة تكرير النفط، وذلك لفصل النفط الخام الثقيل إلى مجموعات من المكونات الأخف تسمى الجزيئات، وكل جزيء هو خليط من السلاسل الهيدروكربونية أي المركبات الكيميائية المكونة من الكربون والهيدروجين، وأحد هذه الجزيئات هو النفتا وهو مزيج بترولي درجة غليانه بين 54-041 س، الذي يعد المركب الأساسي لإنتاج النفط. وتستخدم عمليتان رئيسيتان لإنتاج البلاستيك وهما البلمرة والتكثيف، وكلتاهما تتطلبان محفزات محددة لإنتاج وتشكيل البلاستيك وتحدثان في جهاز مفاعل البلمرة، إذ تضاف الحرارة مما يؤدي إلى دمج وارتباط المونومرات مثل الإيثيلين والبروبيلين معًا لتشكيل سلاسل البوليمر الطويلة التي تعرف بالبلاستيك، ولكل بوليمر خصائصه الخاصة به وتركيبته وحجمه المعتمدة على أنواع متعددة للمونومرات الأساسية المستخدمة.

وهناك العديد من أنواع البلاستيك المختلفة ويمكن تجميعها في مجموعتين رئيسيتين للبوليمر:

اللدائن الحرارية: التي تلين عند التسخين ثم تتصلب مرة أخرى عند التبريد؛ أي يمكن تسخينها إلى درجة انصهارها وتبريدها وإعادة تسخينها مرة أخرى دون أي تدهور ملحوظ بجودتها. بدلاً من الحرق تُسخن مادة اللدائن الحرارية مما يسمح بالتشكيل بالحقن بسهولة ثم إعادة تدويرها لاحقًا.

اللدائن الحرارية ذات تصلب حراري: أي التي يمكن تسخينها مرة واحدة فقط (عادة أثناء عملية التشكيل بالحقن). يؤدي التسخين الأول إلى تعيين مواد حرارية (مماثلة لمادة 2-جزء من الإيبوكسي) مما يؤدي إلى تغيير كيميائي لا يمكن عكسه. فعند محاولة تسخين البلاستيك بالحرارة إلى درجة حرارة عالية للمرة الثانية فإنه سيحترق.

مميزات البلاستيك

لا شك أن استخدام البلاستيك في جميع مجالات الحياة تقريبًا هو بسبب مزاياه العظيمة التي جعلت منه عنصرًا أساسيًا لا يمكن الاستغناء عنه، وتشمل مميزاته التالي:

خفيف الوزن: من أعظم مميزات البلاستيك أنه خفيف الوزن مقارنة بالمواد الأخرى، الأمر الذي جعله قابلًا للاستخدام في كل زمان ومكان، مثل أكياس البقالة وألعاب الأطفال وبطاقات الصراف ومستلزمات السفر.

رخيص الثمن: مقارنة بالمواد المتاحة الأخرى بكل تأكيد توجد مواد أخرى بقدرة البلاستيك نفسها لكن تكلفة إنتاجها غالية، لذا يعد البلاستيك البديل الأرخص ثمنًا ومتاحًا للجميع.

المتانة والديمومة: فهو قوي صلب وفي الوقت نفسه مرن وممتاز في امتصاص الصدمات، فهو يستخدم في صناعة مصدات بلاستيكية ولا سيما في وسائل النقل، ويعد كذلك أكثر أمانًا عند وقوع الحوادث.

قابل لإعادة التدوير: يمكن إعادة تدويره وإعادة تشكيله لصنع منتجات جديدة، ويمكن إعادة تدويره منزليًا باستخدام الزجاجات البلاستيكي الفارغة في العديد من الاستخدامات الأخرى للري أو للزراعة مثلًا.

متعدد الاستعمالات: يمكن صنع أي شيء من البلاستيك من أبسط شيء إلى أكثر الأمور تعقيدًا مثل، قشة الشرب أو كوب الشرب للأطفال إلى أجزاء للطائرة أو الأدوات الطبية.

غير موصل: من أهم المميزات أنه عازل للكهرباء، بالإضافة إلى صلابته مما يجعله مادة مناسبة جدًا لجميع الإلكترونيات وأجهزة التحكم، وصناديق الأسلاك الكهربائية مما يمنح عنصر الأمان.

بالإضافة إلى ذلك يتميز البلاستيك بأنه عديم الرائحة مما يجعله مناسبًا للكثير من الاستخدامات، ويعد كذلك مقاومًا للحرارة وشفافًا؛ إذ يمكن للبلاستيك الشفاف أن يساعد على حجب الأشعة فوق البنفسجية الضارة التي يمكن أن تضر البصر والصحة.

سلامة البيئة مهمة ويجب الحفاظ عليها وحمايتها، لذا يجب عدم رمي مخلفات البلاستيك في الطبيعة؛ لأن البلاستيك من المواد غير قابل للتحلل في التراب ومع استمرار تراكم مخلفات البلاستيك في بيئتنا سيؤدي ذلك إلى إلحاق الضرر بالثروة الزراعية والحيوانية، مما ينتج بيئة غير قابلة للعيش، والبديل الأفضل إعادة تدوير البلاستيك في المصانع الخاصة وتقنين استخدامنا للمواد البلاستيكية واستخدام البدائل الطبيعية مثل الورق.