مواقد الغاز والبروبان المنزلية قد تكون قاتلاً صامتاً

مواقد الغاز والبروبان المنزلية تزيد من مخاطر التعرض لثاني أكسيد النيتروجين، وحتى في غرف النوم البعيدة عن المطابخ، حيث تتجاوز التركيزات الحدود الآمنة لساعات بعد إطفاء الشعلات والأفران، حسب ما كشفت دراسة حديثة نشرت في دورية ساينس أدفانسيز.

وارتبط التعرض الطويل الأمد لثاني أكسيد النيتروجين بزيادة معدلات الإصابة بحالات الربو لدى الأطفال وتفاقمها، بالإضافة إلى الإصابة بالانسداد الرئوي المزمن وسرطان الرئة ومرض السكري.

ويتعرض 42% من سكان العالم لمستويات أعلى من القيمة الآمنة السنوية التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية من غاز ثاني أكسيد النيتروجين. وبحسب منصة ستيت أوف غلوبال إير التي تعمل على تقديم تحليل شامل لمستويات واتجاهات جودة الهواء والصحة في كل دولة في العالم، فإن سبعة من البلدان العشرة التي لديها أعلى مستويات التعرض لثاني أكسيد النيتروجين تقع في الشرق الأوسط.

مواقد الغاز والبروبان تخنق المنازل

يرى ياناي كاشتان، الباحث الرئيسي أنه يشعر بالقلق بشكل خاص بشأن الأطفال لأنهم يتنفسون أكثر، وبالتالي يستنشقون كمية كبرى من الملوثات مقارنة بالبالغين، ولأن رئاتهم في طور النمو وتكون أكثر عرضة لهذا التلوث”، حيث انطلق كاشتان مدفوعاً بذلك الشعور إلى دراسة منازل من يستخدمون مواقد الغاز في عدد من المدن بالولايات المتحدة الأميركية وقياس نسب التلوث بها.

استخدم الباحثون أجهزة استشعار لقياس تركيزات ثاني أكسيد النيتروجين في أكثر من 100 منزل بمختلف الأحجام والتخطيطات وطرق التهوية، قبل وأثناء وبعد استخدام الموقد. ودمجوا هذه القياسات والبيانات الأخرى في نموذج لمحاكاة تدفق الهواء، ونقل الملوثات، والتعرض لكل غرفة في المباني المختلفة. وقد أتاح لهم ذلك تقدير المتوسطات وحالات التعرض القصيرة المدى في ظل مجموعة من الظروف والسلوكيات الواقعية، والتحقق من مخرجات النموذج مقابل قياساتهم الواقعية.

وقد أظهرت النتائج أن الاستخدام النموذجي لمواقد الغاز أو البروبان يزيد من التعرض لثاني أكسيد النيتروجين بما يقدر بأربعة أجزاء في المليار، بمتوسط ​​أكثر من عام، مما يمثل ثلاثة أرباع مستوى التعرض الذي تعدّه منظمة الصحة العالمية غير آمن في الهواء الخارجي. ويجدر هنا الإشارة إلى أن ما تم قياسه لا يشمل إضافة المصادر الخارجية لغاز المواقد، مما يزيد من احتمال تجاوز الحد المسموح به.

سُجلت بعض أعلى مستويات التلوث بثاني أكسيد النيتروجين في العالم العربي، حيث جاء شمال أفريقيا والشرق الأوسط على القمة بمتوسطات بلغت 26.8 ميكروغراما/م3، في حين بلغت متوسطات البلدان ذات الدخل المرتفع 26.6 ميكروغراما/م3، وفي أوروبا الوسطى والشرقية وآسيا الوسطى بلغت المتوسطات حوالي 26.1 ميكروغراما/م3.

يحتاج الأشخاص الذين يعانون من الربو أو المشاكل الصحية الأخرى التي يسببها التعرض المستمر لثاني أكسيد النيتروجين إلى المزيد من الرعاية الصحية وقد يتغيبون عن العمل أو المدرسة أو الالتزامات العائلية، مما يخلق عبئا على الأفراد المتضررين وكذلك على أسرهم وعلى المجتمع والاقتصاد على نطاق أوسع.

ويعتقد كاشتان أن أفضل طريقة للتخفيف من التعرض لثاني أكسيد النيتروجين هي تقليل احتراق الغاز في المقام الأول، من خلال التهوية الجيدة شريطة أن يكون الهواء الخارجي نظيفاً.