الوقود الحيوي في سلطنة عمان.. تفاصيل مشروع هو الأول عالمياً
يشهد قطاع الوقود الحيوي في سلطنة عمان تحولاً جذرياً يبرز التزام السلطنة بالاستدامة ومواجهة تحديات البيئة.
الوقود الحيوي في سلطنة عمان
ومن خلال أول مصفاة تعمل بالكامل بالطاقة الشمسية في مدينة خزائن الاقتصادية أصبح إنتاج وقود الديزل الحيوي واقعاً يفتح آفاقاً واعدة في الصناعات الخضراء من خلال مشروع طموح يعكس رؤية متجددة تعيد تعريف مفهوم الطاقة النظيفة في المنطقة.
ويعزز المشروع الذي تقوده شركة وقود مكانة سلطنة عمان بصفتها لاعباً رئيساً في سوق الوقود الحيوي العالمية مع تصدير منتجاته إلى أوروبا وآسيا ويؤكد جدارتها في الريادة البيئية.
كما يثبت التحول نحو استعمال زيت الطهي المستعمل بصفته مصدراً رئيساً لإنتاج الديزل الحيوي قدرة سلطنة عمان على الاستفادة من الموارد المتاحة بطرق مبتكرة.
وفي ظل الدعم الحكومي المتزايد والتطورات التكنولوجية المبتكرة تسعى سلطنة عمان لتحقيق أهدافها الطموحة ضمن رؤية 2040 التي تعكس التزاماً واضحاً نحو تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050 مع تعزيز مكانتها بصفتها مركزاً للصناعات الخضراء.
وعلى الرغم من التحديات المرتبطة بإنتاج الوقود الحيوي تبقى قصة نجاح شركة وقود نموذجاً ملهماً للصمود والابتكار إذ تعكس هذه التجربة كيف يمكن لتحويل الأفكار البسيطة إلى مشروعات كبرى أن يسهم في تحقيق الأهداف الوطنية.
أول مصفاة تعمل بالطاقة الشمسية
وحققت سلطنة عمان إنجازاً فريداً يتمثل في إنشاء أول مصفاة للديزل الحيوي في مدينة خزائن الاقتصادية تعتمد بالكامل على الطاقة الشمسية.
ووفقاً للرئيس التنفيذي لشركة وقود ماهر بن محمد الحبسي يحول زيت الطهي المستعمل إلى وقود حيوي عالي الجودة مما يقلل من النفايات والبصمة الكربونية ويضع سلطنة عمان بموقع ريادي في الصناعات الخضراء.
ويعد هذا المصنع الأول من نوعه على مستوى العالم ليس فقط لاعتماده على مصادر الطاقة المتجددة بل أيضاً لتصدير منتجاته إلى الأسواق العالمية مثل أوروبا وآسيا.
كما يعزز المشروع مكانة سلطنة عمان بصفتها مركزاً للابتكار المستدام مع التركيز على معالجة التحديات البيئية الملحّة.
رحلة المشروع
وبدأت رحلة مشروع “الحبسي” الطموح بجمع زيت الطهي المستعمل في عام 2005 واليوم تنتج شركة وقود وقوداً حيوياً يسهم في تقليل الاعتماد على الوقود التقليدي.
وتجسد هذه الرحلة فلسفة القيادة القائمة على المثابرة والتعلم من الأخطاء وفي هذ السياق يقول الحبسي: إن العمل في مجال الوقود الحيوي يتطلب التضحية والصبر والقدرة على التكيف ومع ذلك فإن هذه التحديات كانت دافعاً لتطوير رؤية واضحة للابتكار المستدام.
تحديات صناعة الوقود الحيوي في سلطنة عمان
وعلى الرغم من النجاحات يواجه قطاع الوقود الحيوي في سلطنة عمان تحديات كبيرة منها نقص المواد الخام وارتفاع تكاليف الإنتاج.
ويشير تقرير لوكالة الطاقة الدولية إلى أن الوقود الحيوي في المنطقة يتطلب دعماً حكومياً لتطوير البنية التحتية وتحفيز الاستثمار.
فعلى سبيل المثال تعاني شركة وقود من مشكلات في تأمين زيت الطهي المستعمل إذ يتم تهريب نحو 90 بالمئة منه خارج البلاد.
ومن أجل تجاوز هذه العقبة اتجهت الشركة لاستيراد الزيت ما أدّى إلى رفع تكاليف الإنتاج إلى مستويات قياسية.
كما أن سعر الديزل الحيوي يظل مرتفعاً مقارنة بنظيره التقليدي وهو ما يحدّ من قدرته على المنافسة لذلك يرى الخبراء أن تقديم دعم حكومي أو إعفاءات ضريبية قد يكون حلاً لتشجيع القطاع.
فرص النمو
وعلى الرغم من التحديات فإن آفاق هذا الوقود في سلطنة عمان واعدة للغاية إذ تعد منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا من الأسواق المهمة ومن المتوقع أن تنمو بنحو 10 بالمئة سنوياً حتى عام 2030.
وتتوقع وكالة الطاقة الدولية زيادة الطلب العالمي على الوقود الحيوي بمقدار 38 مليار لتر في المدة بين عامي 2023 و2028 ما يفتح الباب أمام فرص تصدير جديدة.
واستثمرت شركة وقود نحو 18 مليون دولار لتوسيع قدراتها الإنتاجية بما في ذلك إنشاء المصنع الثاني في مدينة خزائن الاقتصادية بهدف زيادة الإنتاج اليومي من 17 طناً إلى 70 طناً مع استهداف أسواق رئيسة في أوروبا وآسيا.
ويعد قطاع الشحن الدولي أحد أبرز مستهلكي الوقود الحيوي في سلطنة عمان المحتملين إذ تبحث دول مثل سنغافورة وماليزيا عن مصادر مستدامة للطاقة.
الصناعات الخضراء
ويشير الحبسي إلى أن رؤية عمان 2040 تضع الصناعات الخضراء في صميم استراتيجياتها التنموية ويؤكد: لا توجد حدود لما يمكننا تحقيقه نعمل على مشروعات مبتكرة ستجعل من سلطنة عمان مركزاً عالمياً للصناعات الخضراء.
ومع استمرار التزام الحكومة بتطوير هذا القطاع الواعد يمكن أن يصبح الوقود الحيوي في سلطنة عمان ركيزة أساسية لتحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والحفاظ على البيئة.