الطريقة البسيطة والصناعية في عملية إعادة تدوير الورق
يتم استعمال ملايين الأوراق يومياً في المؤسسات التعليمية والخدماتية والتجارية وكل هذه الكميات تأتي من الأشجار ، وهذا يعني تدمير كميات كبيرة من الغابات في العالم، واذا لم يتم اعادة تدوير جزء من هذا الورق فإنه من الصعب تعويض الخسارة الكبيرة في الغابات بنفس السرعة التي يتم فيها التدمير لسد الطلب المتزايد على الورق.
بعكس معظم عمليات إعادة التدوير الأخرى فإن عملية إعادة تدوير الورق ليست صعبة إذا كان المقصود منها هو الوصول إلى منتج نهائي بغض النظر عن جودته، إذ إنه بوسائل بسيطة يمكن النجاح في إنتاج ألواح من الورق من إعادة تدوير ورق مستعمل، ويمكن أن تكون عملية إعادة التدوير أحد التجارب المدرسية التي تساعد الطلبة على فهم عمليات إعادة التدوير للمنتجات، ولكن على المستوى الصناعي وإذا كان المقصود إنتاج ورق ذات نوعية جيدة يمكن إعادة استخدامه من جديد في إعداد الكتب والمجلات وغيرها فإن العملية تصبح أكثر تعقيداً ، وفيما يلي توضيح للطريقة البسيطة والطريقة الصناعية في إعادة تدوير الورق:
1- الطريقة البسيطة في إعادة تدوير الورق:
يمكن تطبيق هذة الطريقة في المدارس او على مستوى البيت وذلك كتجربة علمية او للاستفادة من الورق الناتج في بعض التطبيقات وتتم من خلال
- تجميع كميات مناسبة من الورق المتجانس وذلك لأن تعدد أنواع الورق يؤدي إلى إنتاج ورق بجودة رديئة.
- فرم الورق ثم نقعه بالماء لمدة قد تصل إلى 12 ساعة لضمان ذوبانه بالكامل وتفكك كافة أليافه، ويتم تحريك الورق المنقوع ثلاث إلى أربعة مرات للحصول على عجينة متجانسة.
- يمكن غسل الماء بمحلول الكلور المبيض للتخلص من الألوان والأحبار لكن يمكن الاستغناء عن هذة العملية.
- يتم التخلص من المياه الزائدة عن طريق الترشيح ثم عجن المادة الصلبة الناتجة جيداً للحصول على كتلة متجانسة جاهزة للصب.
- تصب العجينة على مناخل خاصة ذات مسمات صغيرة بسماكة الورق المراد تجهيزه ثم تترك لتجف ويمكن صقله بقطعة معدنية ملساء ليصبح مناسباً للكتابة عليه وذلك أثناء عملية التجفيف أو بعدها مباشرة وتكون نوعية هذا المنتج ذات جودة منخفضة وتستعمل للتجربة فقط أو لإستعمالات محدودة وغير تجارية، ويمكن أن يستخدم في إنتاج بعض الزينة.
2- الطريقة الصناعية في إعادة تدوير الورق:
تستعمل هذة الطريقة لإعادة تدوير الكميات الكبيرة من الورق المستعمل والكرتون وعلب التغليف، إذ يتم استخدام ماكنات ضخمة لمعالجة الورق وإعادته إلى صورته السابقة تقريباً وتتم هذة العملية من حيث المبدأ بنفس خطوات الطرق البسيطة لكن مع بعض الاختلافات التي تلعب دوراً جوهرياً في تحديد جودة المنتج النهائي ومنها استعمال مواد كيميائية لتبيض الورق وإزالة الأحبار كمركبات الكبريت كذلك استخدام المكابس لضغط العجينة وتقريب الجزيئات من بعضها مما يتنج ألواح ذات كثافة أعلى ومرونة أكبر يسهل تشكيلها فيما بعد، وكذلك فإنه يستخدم اسطوانات ساخنة يمرر من خلال الورق لصقله وهذا يعطيه سطحاً أكثر نعومة وأفضل للكتابة والأغراض الأخرى.
وبرغم كل هذة التقنيات الحديثة فإن الورق المعاد تدويره يبقى أقل جودة من الورق المنتج مباشرة من لب الخشب ولكن ما يوفره من طاقة ومواد كيميائية ملوثة للبيئة ومياه هذا فضلاً عن الأشجار التي سيتم إعطاءها وقتاً أكثر للعيش في الغابات يجعل من إعادة تدوير الورق خياراً إلزامياً لابد من القيام به في سبيل حماية البيئة والحفاظ على الموارد.
الورق أم البلاستيك؟
يظن البعض أن استعمال الورق أفضل من البلاستيك في التطبيقات التي يصلح استعمال الاثنين لها، لأنه أقل تلويثاً للبيئة وأقل تأثيراً على صحة الإنسان والحيوان وهذا كلام غير دقيق.
فالورق ينتج من الأشجار وهذا يدمر الغابات بينما ينتج البلاستيك من النفط، ومن ناحية أخرى فعملية إنتاج الورق تستعمل مركبات الكبريت وتحتاج كميات هائلة من المياه التي تصبح ملوثة وبحاجة إلى معالجة بينما عمليات إنتاج البلاستيك قد تنتج الهيدروجين الذي يعد مصدراً جيداً للطاقة، وفي اعادة التدوير أيضا يعد البلاستيك أكثر مرونة وإمكانية إعادة تدويره أكبر لأن المنتجات التي يتم الحصول عليها بإعادة التدوير لها استخدامات لا حصر لها، لذا فإن التقليل من استخدام الورق وتقديم البلاستيك عليه أفضل من التفكير بإعادة تدويره لأن إعادة تربية شجرة واحدة يتم قطعها قد يكلف البيئة أكثر بكثير من الملوثات التي تنتج عن البلاستيك.