من أين يستخرج الزئبق الأحمر
يُزعم أنّ الزئبق الأحمر هو مادة ذات تركيبة غير مؤكدة تدخل في صناعة الأسلحة النووية، بالإضافة إلى أنها تدخل في صناعة مجموعة من الأسلحة غير النووية، وبسبب الغموض والسرية التي تحيط بتطوير الأسلحة النووية وصناعتها لا يوجد دليل على وجود الزئبق الأحمر، وبالرغم من ذلك فإنّ بعض العلماء حلّلوا بعض عيّنات الزئبق الأحمر المزعومة، وأثبتوا أنّها مواد حمراء لا تُهمّ صانعي الأسلحة.
وصف الزئبق بالأحمر لأنها جاء من روسيا إذ كان اللون الأحمر رمزها في ذلك الوقت، حيث كشف تقرير صدر عن وزارة الطاقة الأمريكية، أن الزئبق الأحمر قد يكون حلًّا للعديد من المشاكل لصنع مختلف أنواع الأسلحة، فقد يُستَخدم لصنع القنابل الذريّة، أو غيرها من الأسلحة الأخرى.
أماكن وجود الزئبق الأحمر
يوجد الزئبق الأحمر في الطبيعة كمادّة خام ويُعرف بكبريتيد الزئبق، كما يُعرف باسم الزنجفر، وعلى الرغم من أنه مفيد جدًا لتزيين الفخار، إلا أنّه لا يعالج شيئًا، وقد يكون ضارًّا بالفعل، لكن ليس بسبب قابليّة انفجاره الشديدة كما يعتقد البعض، بل لأنّ الزئبق القديم البسيط يُشكّل أساسًا خطرًا على صحّة الإنسان.
وقد لمّح الفيزيائي الأمريكي صاموئيل كوهين الذي يُعد مخترع القنبلة النيوترونية في مقال كتبه أنه يُمكن إنتاج الزئبق الأحمر صناعيًا عن طريق خلط المواد النووية الخاصة بكميات صغيرة جدًا في المجمع العادي، ثم إدخال الخليط في مفاعل نووي أو قصف مع شعاع مسرع الجسيمات، وعند التفجي، يُصبح هذا المزيج حارًّا للغاية، ممّا يسمح ببناء الضغط ودرجات الحرارة القادرة على إشعال الهيدروجين الثقيل، وإنتاج قنبلة نيوترونية مصغرة مدمجة نقية.
يدّعي خبراء الأسلحة الروس أنّ اسم الزئبق الأحمر يُستخدم في برنامج الأسلحة النوويّة في اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية منذ الخمسينيات من القرن العشرين لوصف الليثيوم المخصب، ونشأ اسم الكود لأنّ الشوائب الزئبقية تلوّث الليثيوم -6 أثناء الإنتاج، ممّا يُعطيه لونًا أحمر.
ويزعم بارنابي أنّ الزئبق الأحمر نفسه أُنتِج لأول مرّة عام 1965 في سيكلوترون في مركز الأبحاث النووية في دوبنا، بالقرب من موسكو، وهو مصنوع في عدد من المراكز العسكرية الروسيّة، بما في ذلك كراسنويارسك في سيبيريا وبينزا، على بعد 500 كيلومتر جنوب شرق موسكو، ويُقدّر أحد العلماء الروس أنّ روسيا تنتج حوالي 60 كيلوغرامًا من الزئبق الأحمر سنويًا، وفي الآونة الأخيرة أصبح بعض الباحثين عن الزئبق الأحمر يعتقدون أنه يُمكن العثور عليه أيضًا في أعشاش الخفافيش، مع العلم أنّ الخفافيش في الواقع لا تبني أعشاشًا.
استخدامات الزئبق الأحمر
يُمكن القول إنّه لا توجد استخدامات واقعية للزئبق الأحمر، فحتى يومنا هذا يُعدّ وجود مادّة مثل مادة الزئبق الأحمر مجرّد شائعة لم تقدم أي جهة أدلةً ماديةً تُثبت وجودها، لكن توجد أنواع أخرى من الزئبق مثل الزئبق الأبيض، وهو الأكثر شهرةً واستخدامًا، وهو معدن سائل فضي لامع، ويُعدّ المعدن الوحيد الذي يوجد سائلًا في درجة الحرارة والضغط القياسيّيْن، ويُعدّ عنصرًا نادرًا جدًا في القشرة الأرضيّة.
وعلى الرغم من أنّ الزئبق وجميع مركباته معروفة بشدة سميّتها، إلا أنّها كانت وما زالت تُستَخدم لأغراض علاجية مثل: موازين الحرارة، وأجهزة قياس ضغط الدم، ومحاليل العدسات اللاصقة، بالإضافة إلى أنه يستخدم في صنع مصابيح الفلورسنت، والمرايا السائلة، ومستحضرات التجميل، وأحبار الوشوم أيضًا.
ومن الجدير بالذكر أن الزئبق غير مسموح به على الطائرات، إذ يتفاعل مع الألمنيوم بسهولة، ويؤدّي لتعطل الطبقة التي تحمي الألمنيوم من التأكسد، وهذا يؤدّي لتآكل الألمنيوم كما يحصل عندما يصدأ معدن الحديد، وكذلك يُستخدم في الزراعة؛ لصنع مبيدات الفطريات، ويستخدم لاستخراج بعض المعادن من خاماتها، كالذهب، والفضة، والبلاتين، لأنه سهل الاندماج مع المعادن”.
أساطير وشائعات عن الزئبق الأحمر
أول ما يتبادر الى الذهن عند الحديث عن الزئبق الأحمر هي الأساطير والخرافات التي ظهرت مع اكتشافه، ونذكر بعضًا منها فيما يأتي:
اعتقاد بعض الناس أنه إكسير شفاء سحري وُجِِد مدفونًا في أفواه المومياوات المصرية القديمة، واعتقادهم باستخدام هذه المادة لتحنيط أجساد المومياوات المصرية قديمًا.
اعتقاد البعض أن الزئبق الأحمر يأتي من خفاش مصّاص الدّماء امتدادًا لنظرية وجود الزئبق الأحمر في أعشاش الخفافيش.
اعتقاد البعض أنّ له صلاحياتٍ خارقةً للطبيعة، وأنّه قادر على استدعاء الجن.
ظهور شائعة في السعودية عن وجود مادة الزئبق الأحمر بكميات قليلة في ماكينات الخياطة القديمة من النوع سنغر، مما أدّى لتدافع البعض لشرائها بمبالغ طائلة، واستخدامها للكشف عن الذهب والكنوز المدفونة، وحسب هذه الشائعة أنه يُمكن التأكد من وجود الزئبق الأحمر داخل الماكينات عن طريق اختفاء إشارة الهاتف المحمول عند تمريره فوق إبرة الماكينات، بالإضافة إلى أنه عند وضع الزئبق الأحمر أمام المرآة لا يظهر لها انعكاس. ظهور نظرية مفادها أن الحكومة الأمريكية نشرت شائعاتٍ عن الزئبق الأحمر كوسيلة للإيقاع بالإرهابيين والمهتمين بالأسلحة النووية.
قيل إن الزئبق الأحمر السوفييتي مدمّر، وإنّ كميّةً صغيرةً منه بحجم كرة البيسبول قد تُسبّب انفجارًا ضخمًا.
من بين أبرز الاعتقادات حول استخدامات الزئبق الأحمر أنّه يدخل في صناعة القنابل الاندماجيّة، إذ يستعمل كمفجّر ابتدائي بديل عن الوقود الانشطاري المستخدم في القنابل الاندماجية، وقد أيّد هذا الفيزيائي صاموئيل كوهين مخترع القنبلة النيوترونية.
ظهور شائعة مفادها أنّ الزئبق الأحمر ليس اسمًا حقيقيًّا وإنما اسم شيفرة، ويشير ببساطة لليورانيوم أو البلوتونيوم، أو ربما إلى الليثيوم -6، وهي مادة لها علاقة بالزئبق، ولها لون يضرب إلى الحُمرة بسبب بقايا المواد الزئبقية المختلطة بها، وإن كانت استخدامات الليثيوم -6 في الأسلحة الاندماجية تغطيها السرية.