فوائد الزئبق الابيض

تحتوي الطبيعة على أنواع كثيرة من العناصر الكيميائية الموجودة بأشكال وخصائص مختلفة، وتختلف حاجتنا لهذه العناصر وإمكانية استخراجها واستخدامها أو الاستفادة منها، وأحد هذه العناصر المعروفة هو عنصر الزئبق، والزئبق من الفلزات السائلة الموجودة بلون فضي أو أزرق ويتجمد هذا السائل ليصبح شبيهًا بعناصر أخرى مثل الرصاص.

وللزئبق أنواع عديدة تختلف عن بعضها البعض، ويمتاز الزئبق بخصائص عدة مثل إمكانيته إنتاج الأشعة فوق البنفسجية وإيصال التيار الكهربائي وإنتاج المجالات المغناطيسية، وتغيير صفاته مع تعرضه للحرارة، أما عن مصدر الزئبق في الطبيعة فذلك يعود إلى الانفجارات البركانية، التي تحتوي عليه، وقد يوجد أيضًا في القشرة المحيطية والأرضية.

بدأ استخدام الزئبق منذ وقت طويل بعد اكتشاف فوائده، فقد حاولت الحضارات السابقة أن تستفيد من الزئبق بتحويله إلى ذهب، أما في وقتنا الحالي فللزئبق استخدامات عديدة أخرى مثل الصناعة والإنتاج وتحضير المبيدات والأدوات الطبية واستخراج الذهب من الطبيعة، والحصول على الزئبق من الطبيعة يحتاج إلى اتباع خطوات عديدة، وتكمن مشكلة التعامل مع هذا العنصر بسميته الشديدة وتأثيره على الصحة.

فوائد الزئبق الأبيض

يعتبر الزئبق الأبيض أحد أنواع الزئبق وهو موجود في الحالة السائلة في الطبيعة وقد يتجمد مع انخفاض درجة الحرارة، وقد سمي الزئبق الأبيض بهذا الاسم بسبب لون السائل المائل للفضي، ويوجد هذا العنصر في أماكن عديدة من العالم منها دول أمريكا الشمالية وبعض دول أوروبا والمملكة العربية السعودية.

وللزئبق الأبيض خصائص عدة منها تشابهه مع الرصاص وتصنيفه ضمن الفلزات الثقيلة، إضافة إلى إمكانية تبخره وإنتاجه للأشعة بعد تزويده بالتيار الكهربائي، والزئبق الأبيض أكثر أنواع الزئبق استخدامًا، ومن أهم فوائده واستخداماته:

– يستخدم في تحضير المبيدات الحشرية والفطرية للتخلص من الأمراض الزراعية.

– يساعد في استخراج الذهب من الطبيعة من خلال اتحاد الزئبق الأبيض مع الذهب وتسهيل الحصول على الذهب.

– يستخدم في صناعة حشوات الأسنان الدائمة، وتحضير بعض أنواع الأدوية العلاجية.

– يستخدم في الحصول على الكثير من الصناعات التي نستخدمها في حياتنا اليومية مثل المصابيح الكهربائية والأصباغ والبطاريات والورق وغيرها من الصناعات الهامة.

– يدخل في صناعة الأجهزة الكهربائية ودباغة الجلود ومساحيق التجميل.

– يستخدم كمذيب جيد للكثير من الفلزات مثل الذهب والحديد والبلاتين وغيرها.

أضرار استخدام الزئبق الأبيض

بالرغم من الفوائد العديدة التي اكتشفها الإنسان من استخدامها للزئبق الأبيض إلا أنه يعتبر من العناصر السامة التي تسبب العديد من الأضرار وإن كان الزئبق الأبيض أقل سمية من الزئبق الأحمر والزئبق المشع، إلا أن لاستخدامه بعض المخاطر منها:

– تشكل عملية التخلص من النفايات الصناعية التي تحتوي الزئبق خطرًا على صحة الإنسان عند وصولها للمسطحات المائية بعد طرحها في مياه الصرف الصحي.

– ينتج استخدام الزئبق في الصناعة أبخرة سامة يؤدي استنشاقها إلى التأثير بشكل رئيسي على الجهاز العصبي والذي قد يؤدي إلى حدوث تلف في خلايا الدماغ.

– يؤدي التسمم بالزئبق إلى حدوث مشاكل في توازن هرمونات الجسم، كما أن تسمم المرأة الحامل بالزئبق قد يؤدي إلى حدوث تشوهات وطفرات جينية عند الجنين.

– يمكن لاستخدام الزئبق في تصنيع حشوات الأسنان أن يؤثر على سلامة اللثة لإمكانية الزئبق في الوصول لداخل اللثة وتسببه بالتهابها ومشاكل أخرى كفقدان الأسنان.

– يؤدي وصول الزئبق السائل للجسم إلى حدوث التهابات في الجلد.

– يمكن أن يحدث التسمم بالزئبق عن طريق تناول الكائنات البحرية التي تعرضت للتسمم بالزئبق مثل الأسماك.

– يؤثر وصول الزئبق الأبيض تأثيرًا مباشرًا على قوة جهاز المناعة وقد يؤدي إلى الإصابة بمرض الربو والتسبب بالحساسية.

يؤثر الزئبق الأبيض على سلامة وظائف الكليتين مما يفقدها قدرتها على التخلص من المركبات السامة وطرحها خارج الجسم.

الزئبق والطب

اختلط الطب مع الكيمياء والعطارة في الأزمنة التي سبقت التطور العلمي الذي شهدناه في القرنين الأخيرين. تمحورت دراسة الزئبق في القرن الثاني حول البحث عن إكسير للحياة لإطالة العمر أو الحصول على الخلود.

واعتقد الكيميائي الصيني الشهير كو هانغ الذي عاش في القرن الرابع أن تناول الذهب يعطي الشخص الكمال، ولكن بسبب ارتفاع سعر الذهب، حاول البحث عن معدن بديل.

اِستخدِم الزئبق في علاج مرض الزهري، في الأزمنة التي سبقت اكتشاف المضادات الحيوية، إذ أن الأمراض المنقولة جنسيًا كانت من الأمراض القاتلة، وآمن الكثير من الأطباء في ما بين القرن 15 وحتى بدايات القرن 20 أن الزئبق لديه القدرة على علاج الزئبق. لا يزال يستخدم مركب HgCl2 في العديد من الدول كمطهر للجروح.

واستخدم بكميات كبيرة أثناء الحروب العالمية، فضلًا عن استخدام الزئبق في المتفجرات. تستخدم مركبات الزئبق في الحفاظ على الخشب. مُنع استخدام الزئبق في الكثير من المجالات مثل الطب والتنقيب عن الذهب وغيرها في العديد من الدول، لما تحتويه مركبات الزئبق من مواد سامة، لذلك يجب منع استخدام الزئبق في مستحضرات التجميل وبودرة الأطفال وغيرها من المواد التي يتصل بها الإنسان مباشرة.