أكبر مشروع طاقة شمسية في العالم يٌنقَذٌ من الانهيار
أكبر مشروع طاقة شمسية في العالم تم إنقاذه من الانهيار، وتحولت التحديات الضخمة التي عرقلت تطويره إلى خطط طموحة من شأنها أن تدعم أمن الطاقة عالمياً، وتسهم في خفض الانبعاثات.
وشهد المشروع عدّة أزمات خلال العامين الماضين، كادت أن تصل به إلى طريق مسدود بعد بيع الشركة المطورة شركة “صن كيبل”، إلّا أن المستثمر الحالي مضى قدماً بتطوير أكثر مشروعات الطاقة المتجددة طموحاً في العالم.
وحصل المشروع أمس على قبلة الحياة، بإعلان الموافقات البيئة للسير في خطط التطوير والتنفيذ خلال السنوات المقبلة، حيث من المتوقع اتخاذ قرار الاستثمار النهائي عام 2027، مع بدء إمدادات الكهرباء في أوائل ثلاثينيات القرن الحالي، وفقاً لشركة “صن كيبل”.
رحلة أكبر مشروع طاقة شمسية في العالم
وخططت الشركة، التي تأسست عام 2018، لإنشاء أكبر مشروع للطاقة الشمسية وتخزين البطاريات في أستراليا والعالم منذ سنوات، لكنها سرعان ما انهارت بسبب خلافات المؤسسين.
وفي يونيو/حزيران الماضي حظي مشروع “باور لينك”-التابع لشركة صن كيبل- بمصادقة وكالة إنفراستركتشر أستراليا الحكومية، بما يعطي الضوء الأخضر لانطلاق المرحلة الثالثة الخاصة بالاستثمار.
وكان من المتوقع أن يبدأ بناء المشروع خلال العام الجاري (2024)، مع العمليات الكاملة المستهدفة بحلول عام 2029، إلّا أن عدداً من التحديات هدده بالانهيار.
وفي فبراير/شباط (2023)، أعلنت شركة “إف تي آى كونسالتنغ” للاستشارات بدء إجراءات بيع شركة صن كيبل المالكة لتصميمات مشروع باور لينك العملاق في أستراليا، وهو ما قطع الأمل بإحياء أكبر مشروع طاقة شمسية في العالم.
واختلف المؤسسان للشركة بسبب تفاصيل فنية ذات صلة بالمشروع، ما أدى إلى إعلانهما وضع شركة صن كيبل تحت الإدارة الطوعية.
وفي مايو/أيار (2023)، حظي أكبر مشروع طاقة شمسية في العالم بخطّة إنقاذ جديدة، عندما نجح تحالف بقيادة شركة “غروك فينشر” -الذراع الاستثمارية للملياردير الأسترالي “مايك كانون بروكس”- في الاستحواذ على شركة “صن كيبل” المُشغّلة للمشروع، بعد أن وقع ضحية خلاف بين المالكَين الرئيسين.
وحال اكتماله بنجاح، سيكون المشروع -الذي من المرجّح أن يكلّف أكثر من 20 مليار دولار- أكبر مزرعة للطاقة الشمسية، موزّعة على مساحة 12 ألف هكتار، وأكبر بطارية، وأطول خط كهرباء تحت الماء في العالم.
أطول خط كهرباء في العالم
أعطت أستراليا أمس الضوء الأخضر لمشروع طاقة شمسية بقيمة 20 مليار دولار أميركي، يهدف إلى نقل الطاقة النظيفة من أكبر مشروع طاقة شمسية في العالم مقرر تنفيذها شمال أستراليا إلى سنغافورة عبر خط تحت البحر طوله 4.3 ألف كيلو متر.
ويهدف المشروع، المقرر تطويره بمرحلتين، إلى توفير ما يصل إلى 6 غيغاواط من الكهرباء الخضراء للعملاء الصناعيين على نطاق واسع في داروين، عاصمة الإقليم الشمالي بأستراليا، وفي سنغافورة.
ويتضمن الرابط خط طاقة تحت البحر بطول 4300 كيلومتر (2670 ميلاً) يربط مزرعة طاقة شمسية في الإقليم الشمالي بأستراليا بسعة تزيد عن 20 غيغاواط بالدولة المدينة، التي لا تملك الأراضي المتاحة لتوليد ما يكفي من الطاقة المتجددة بنفسها.
وسيكون خط الكهرباء والمزرعة الشمسية أكبر بـ4 مرات من أيّ مزارع أخرى قيد التشغيل حاليًا على المستوى الدولي، إذ ستتكون المرحلة الأولى من 4 غيغاواط من الألواح الشمسية، بالإضافة إلى خط هوائي بطول 800 كيلومتر إلى داروين.
ويتضمن المشروع إنشاء نظام تخزين بالبطاريات تصل قدرته إلى 42 غيغاواط/ساعة شمال أستراليا، مع خطط طموحة لنقل 900 ميغاواط عبر خط يبلغ طوله 800 كيلومتر إلى منطقة داروين، إضافة إلى إنشاء خط تحت البحر آخر بطول 4 آلاف و200 كيلومتر لتصدير 1.75 غيغاواط إلى سنغافورة.
وأكدت “صن كيبل” أن الموافقة كانت بمثابة “تصويت بالثقة” في المشروع، حيث أشارت إلى أنها تُجري محادثات مع هيئة تنظيم الطاقة في سنغافورة بشأن الموافقة المشروطة على مكون الرابط الداخلي لخطّ الكهرباء بالمشروع، ومع الحكومة الإندونيسية بشأن تنفيذ إمدادات المشروع في مياهها.