ابتكار سويدي في مزارع الرياح يخفض 90% من البصمة الكربونية
ابتكار سويدي سيخفض بصمة الكربون في قطاع مزارع الرياح بنسبة قد تتجاوز الـ 90% ، حيث بدأت إحدى شركات ريادة الأعمال تنفيذ ابتكار برج التوربين الخشبي.
وطورت شركة مودفيون إيه بي السويدية (Modvion AB) برج التوربين الخشبي، الذي يبلغ ارتفاعه نحو 200 قدم (60 متراً)، وبدأت تركيبه فوق أساس أُنشئ نصفه فقط، وفق ما ذكرته “بلومبرغ”، حيث يدخل الخشب بكلّ مناحي الحياة في السويد، بدءا من طواحين الهواء وحتى الكنائس القديمة والنعال الخشبية (القباقيب)، إلى الأحصنة الخشبية المزخرفة.
وعلى الرغم من أن هذا الابتكار ما يزال في مراحله الأولى، فإنه تمكّن من جذب اهتمام شركات عالمية، خاصة كبريات شركات الطاقة المتجددة الأوروبية.
تسعى الشركة، إلى القضاء على صناعة ملوثة تعتمد على كميات هائلة من الصلب والاسمنت، لم تتغير خلال السنوات الماضية، ولا تقلّ قيمتها السوقية عن 40 مليار دولار.
ابتكار سويدي..
الرئيس التنفيذي للشركة أوتو لوندمان قال: “نحن نواجه كارثة تغير المناخ، ونحتاج إلى تحويل مصادر الطاقة للعلاج، وكهرباء الرياح وسيلة ناجعة، ونحن نزيد قيمتها في هذه المسألة من خلال برج التوربين الخشبي”، حيث جذب هذا البرج اهتمام كبريات الشركات الأوروبية،عقب مشاهدة مسؤوليها نموذجاً مصغراً له.
نمو طاقة الرياح
تتوقع “بلومبرغ إن إي إف” أن تنمو مزارع الرياح البرية في أوروبا بنسبة 25% بحلول عام 2030، وأن تواصل التقدم رغم ارتفاع التكلفة ومشكلات سلاسل الإمداد وزيادة أسعار الفائدة، ما يصعد بتكلفة التمويل، وذلك بسبب خطط خفض الكربون وتحقيق الحياد الكربوني.
وبفضل التوسعات في كل من ألمانيا وفرنسا وإسبانيا والسويد وفنلندا، سترتفع قدرة طاقة الرياح هذا العام (2023) بأكثر من 16 غيغاواط، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة فيستاس، تود أوه نيل: “إن شركتنا تلقّت كثيراً من الاستفسارات حول برج التوربين الخشبي من عملائها، ويتساءلون كيف سيكونون جزءا من رحلة مودفيون”.
وصنعت مودفيون ابتكارها الخشبي في مشروعها، من شجرة التنوب الفنلندية، بسبب صلابتها، والقدرة على طلائها بمواد تمنع الحرائق، وغيرها من عوامل الطقس، حيث سيوفر البرج تكلفة الصيانة المستقبلية، لأنه يحتوي على نحو 50 ألف مسمار، يتطلب مراجعة يدوية من العمال.
صناعة الصلب
رغم أنه لم يُحدَّد حجم خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون جراء الاعتماد على برج التوربين الخشبي في مزارع الرياح، فإنه من المعروف أن صناعة الصلب، التي تعتمد عليها صناعة الأبراج حاليًا، مصدر لنحو 8% من تلك الانبعاثات.
ويتطلب خفض انبعاثات الكربون في صناعة الصلب تريليونات الدولارات من الاستثمارات، في حين إن الخشب قادر على امتصاص الكربون، ومتجدد.
وحصلت الشركة على دعم تمويلي من الاتحاد الأوروبي، والوكالة السويدية في 2016، وفي مطلع العام الجاري، طرحت سندات بقيمة 125 مليون كرونة (11 مليون دولار أميركي).
كما طرحت أسهم زيادة رأس مال بقيمة 20 مليون يورو (21 مليون دولار أميركي)، وستغلق الطرح في الربع الأول من 2024، وفق بيان للشركة، التي أشارت إلى أن الحصيلة ستموّل بناء برج خشبي بارتفاع 150 متراً، معزز بماكينات سعتها 6 ميغاواط، وستكون مؤهلة لبدء التشغيل في 2025.